خاطرة ... العراقيون ... والفرح ... والشهادة ،، لشهداء محرقة قاعة الهيثم للاعراس في الحمدانية ,, بغديدي ,, الحبيبة بمحافظة نينوى / العراق ،،
ـــــــــــ
هل كتب علينـا نحن العراقيون ان لا نفرح حتى في الأوقات التي يجب ان يفرح فيهـا كل انسان ...؟
في صباح يوم جميل يشبه صباحات ايام ربيع نينوى ،، ام الربيعين ،، في وطننا الحبيب العراق اشرقت الشمس ساطعة من سماء زرقاء صافية بعد ليلة طويلة من ليالي الخريف الأوربي ، وبزغ نورهـا من بين باسقات الاشجار الكثيفة المحيطة ببيتي الذي أسكن فيه بمدينة ميونيخ بمقاطعة باير الجميلة ... وحركة المرور في الشوارع على أشدها معلنة يوم جديد من العمل والتأمل بالحياة , ففتحت جهاز الكومبيوتر الذي أقابله وأنا بين جدران غرفتي لساعات طويلة كل يوم بحثا عما يجري في العالم , فسرت في نفسي الكئيبة نسمة من الفرح الغامر بجمال الطبيعة الساحر وابداع الخالق العظيم حينما شاهدت فيديو لعرس في الحمدانية ,, بغديدي ,, حيث يعيشون أهلي في محافظة نينوى بالعراق التي سرعان مـا قضت عليهـا الأفكار التي راودتني في تلك اللحظات السعيدة عمـا يجري في وطني المفدى ،، العراق المحتل الجريح ،، حينما شاهدت سقف قاعة العرس يرمي بحمم النار على المحتفلين بالعرس وحصل ما حصل في القاعة من هرج ومرج وطالت الحرائق عشرات من البشر فتحولوا الى جثامين محروقة كليا واصابت عشرات اخرين بحروق بالغة وفقدان اخرين اذ لا يعرف مصيرهم وتذكرت المنظر الاليم : صوت الأطفال الصغار قبل ان تزهق ارواحهم ، ونحيب الأمهات الثكالى ، وتاوهات الأخوة والأخوات والأصدقاء ، وبكاء الزوجات والنسوة وعويلهن المفجوعين باحبتهم ، والام الشيوخ ... والشعب هائج يحوم حول القاعة ويصرخ ويبكي ويولول ولا يستطيع أنقاذ الاحباء الذين بداخلها ، ومناظر التخريب والدمار في القاعة ،، فانهمرت الدموع من عيني غزيرة وامتلأت نفسي بالحزن والأسى فندبت حظي وحظ العراقيين ونـاديت بصوت خنقته العبرات ... رباه ... الم يحن الوقت لوضع حد لفصول مـاساة العراق الكارثية ...؟ لقد امتلأت الكاس مرارة وطفحت ، وعندهـا ايقنت باننا نحن العراقيون كتب علينا ان لا نفرح حتى في الأوقات التي يجب ان يفرح فيهـا كل انسان في ظل الغزاة المحتلين وعملائهم الاشرار الذين يحكمون العراق منذ 20 عاما بالحديد والنار ونهب خيراته وفق خطة ممنهجة من قبل جارة السوء ايران وبمباركة امريكية لعينة والحبل على الجرار.
والى غد مشرق لوطن الحضارات والعلم والمعرفة ،،بلاد الرافدين ،، انشاء الله .
مـا اعظمك ... ومـا احلى اسمك ... ومـا اطيبك وطنـا... يـا... عراق... رغم كل مـا اصابك فحبك يسري في دمائنـا وقد رضعنـاه مع حليب امهاتنـا ونحن اطفال صغـار .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
رسالة رثـاء لشهيد العنف والأرهـاب ،، شهداء محرقة قاعة الهيثم في الحمدانية ,, بغديدي ,, الاكرم منا جميعا ،،
بسم الثالوث الأقدس ... الآب ... والأبن .. والروح القدس ... الأله الواحد ... امين .
انـا هو القيامة ... والحق... والحياة .......... من امن بي ... وان مـات فسيحيـا
الشهداء بذار الحياة واكرم منا جميعا
الأعزاء الأخوة والاخوات في الحمدانية ,, بغديدي ,, الكريمة الذين فقدوا اعزائهم في الحادث المؤسف ,, المحترمون ,, .
الأعزاء ابنـاء الحمدانية ,, بغديدي عموما ,, المحترمون ,, .
سلام من الله ورحمة ...
* حـادث جلل ومصاب اليم *
انه طريق الآلام وينبوع الدموع يـا ابناء شعبنـا المظلوم الذي فرض عليكم بالقوة منذ غزو واحتلال وطنكم الحبيب ، فبدل الديموقراطية والرفاهية التي وعدكم بهـا الغازي المحتل جلب لكم العنف والأرهـاب والدمـار بكل اشكاله ، ففي كل يوم جديد يسقطون شهداء جدد لينظموا الى قـافلة شهداء العراق الذين يروون بدمـائهم الزكية ارض العراق الطاهرة ويكتبون بهـا سفر العراق ليولد من جديد حرا مستقلا موحدا كمـا كـان على مر الزمن ، وهـا هي نخبة كبيرة من ابناء شعبنا المبارك في الحمدانية ,, بغديدي ,, يسقطون شهداء بفعل الجلادين الذين جـاء بهم المحتل من كل حدب وصوب لينظموا الى كوكبة من سبقوهم في الشهادة .
فبقلوب حزينة وعيون بـاكية نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقداء الغالين برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جنـاتهم ويلهمكم ومحبيهم ويلهمنـا جميل الصبر والسلوان ، ضارعين اليه تعالى ان لا يري اي من ابناء شعبنـا اي مكروه انه سميع مجيب .
شهداؤنا الاحباء يـا أعزاؤنا ... ايهـا المسافرون عبر السحاب ، الراحلون الى مـا وراء الغمـام في السمـاء العليـا ، كيف مضيتم دون وداع ، ولمـا غادرتمونا بهذه العجالة في غير أوانكم .. وأشجار حياتكم الخضراء في قمة عطائها ...؟
لقد ذهبتم يـا أجلاء وتركتم في النفوس لوعة وفي القلوب غصة ، ولكنكم رغم بعـادكم عنـا فانتم تعيشون معنـا ، وفي احلامنـا ، وفي ضمـائرنـا ، نذكركم في الأصيل ، ونراكم بسمة حلوة في شفـاه الأطفال الصغـار ، ونسمعكم نشيدا شجيـا مع تراتيل الملائكة والصديقين ، فناموا قريري العيون في مثواكم السرمدي ولتسعد أرواحكم الطاهرة في عليـائهـا فمـا هذه الدنيـا الا دار زوال وفنـاء .
الا شلت الأيدي الاثيمة قامت بهذه الجريمة الشنعاء التي امتدت نيرانها الى أجسادكم الطاهرة وافنت حياتكم واوقفت قلوبكم النـابضة بـالحياة ومرح الشبـاب وقضت على كل احلامكم في الحياة وانتم امنون في عقر داركم .
لقد بكيناكم بحرارة يـا أحباؤنا وانقبضت قلوبنا وحزنت أنفسنا عليكم كثيرا ونحن في خريف العمر ونعيش في الغربة المقيتة بعيدا عن الوطن المفدى الاف الكيلومترات .
صدقونـا يـا احباء نحن هنـا في الغربة نفرح لأفراحكم ونحزن لأحزانكم لأنكم منـا ونحن منكم وكلنـا ابناء العراق الواحد الموحد ، كنـا نتمنى ان نكون معكم وانتم تودعون الراحلون الشهداء الابرار الى مثواهم الأخير ليواروا الثرى في ارض الآبـاء والأجداد الى جـانب شهداء العراق الأبرار لنشارككم ونعزيكم بحرارة ونخفف عنكم بعض الألم ، لأن توديع الأحباء الوداع الأخيروبهذا العدد الكبير هي لحظات عصيبة في حياة الأنسان ، ولكننـا للأسف الشديد نعيش في الغربة المقيتة بعيدا عنكم الاف الأميال . وبمنظر دراما تيكي قل نظيره يبكي حتى الاحجارالصماء .
ان القلم يقف حائرا احيـانـا لأيجاد الكلمـات المعبرة المنـاسبة في هكذا منـاسبات لأن الحادث جلل والمصاب اليم .
ونتمنى للمصابين الاعزاء الشفاء العاجل ليعودوا الى اسرهم الكريمة التي تنتظرهم بفارغ الصبر ولاهلهم الصبر والسلوان لتجاوز لتجاوز هذه المحنة .
نطلب من الرب ان يكون هذا المصاب خـاتمة احزانكم وان يسبغ نعمه على وطننـا المفدى العراق ليعود الى ربوعه الأمن والأستقرار ويعيش شعبنـا المسكين عيشة تليق به كونه صاحب اعرق حضارة في التاريخ، ودمتم برعايته الألهية .
شركاء احزانكم المتالمون لكم
د . حناني ميــــــا والعائلة
وأسرة موقعي
البيت الارامي العراقي والبيت الارامي السرياني
ميونيخ ــ المـانيـــــا
