بالصور/ عنكاوا كوم تزور كنيسة مار كوركيس للاثوريين في الدواسة/
الكنيسة شهدت تنامي الوجود الاثوري بالمدينة وقصفت حينما افرغت الموصل من مسيحييها
عنكاوا كوم-الموصل –سامر الياس سعيد
كانت رغبتي قائمة في ان ازور هذه الكنيسة لاعداد تقرير عنها مثلما هو الحال مع اغلب كنائس مدينة الموصل في غضون السنوات التي سبقت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها وسنحت لي الفرصة في زيارتي الاولى للكنيسة التي صعب الوصول اليها لكثرة الحواجز الكونكريتية التي وضعت على الطرق المؤدية اليها كونها تلاصق مركزا لشرطة الدواسة الواقع بين المنازل في هذه المنطقة التي عرفت ايضا بحي الاثوريين كونها المنطقة التي شهدت تناميا للحضور المسيحي في فترة الاربعينيات بسبب مذبحة سميل التي جرت في مطلع ثلاثينيات القرن المنصرم وكانت تلك الزيارة في اواخر عام 2013 حيث تمكنت من التقاط صورا من بينها صورة لقبة الكنيسة والتي اتخذتها كغلاف لكتابي الذي اصدرته لاحقا بعنوان العمق التاريخي للمسيحية في مدينة الموصل والذي صدر كردة فعل على تهجير المسيحيين من مدينتهم وذلك في خريف عام 2014 اما الكنيسة فكانت مهجورة في تلك الفترة حيث كانت قداديس الطائفة تقام بكنيستهم بحي النور وقد تمكنت من الحصول على معلومات بشان تاريخية الكنيسة حيث يعود تاسيسها لعام 1952 وهو العام الذي شهد مطلعه وفاة رئيس الطائفة الاثورية بمدينة الموصل القس المعروف يوسف قليتا اما الكنيسة فافتتحت في صيف العام المذكور ليتولى رعايتها الكاهن زيا دوبادو وقبل اعوام من تاسيسها اقترحت الرعية ان تقام لها كنيسة في الموصل لتؤدي فيها طقوسها الدينية حيث طلبت من كاهنها الاب يوسف قليتا الذي سيم كاهنا عام 1927 ان يسعى في هذا الامر وتم فتح صندوق لغرض جمع التبرعات اللازمة للمشروع وبحسب كتاب للشماس كوركيس بيث بينامين اشيثا بعنوان(الرئاسة الاشورية في القرن العشرين ) والصادر في شيكاغو عام 1987فان ملك خوشابا رئيس عشيرة تياري السفلى تدخل في الامر ليعترض على المكان المقترح لاقامة الكنيسة فضلا عن اقتراح اخر يقضي باختيار احد الاماكن بمنطقة الدواسة لتشييد الكنيسة رغم ان هذا الموقع محاط ببيوت المسلمين في المنطقة وقد عهد لاحد المقاولين باتمام العمل لكن باسلوب الاجل وبعد اتمام البناء تعذر على القائمين على الكنيسة تسديد مستحقات المقاول فلجا الاخير للقضاء مما تسبب بتاخير افتتاح الكنيسة لمطلع خمسينيات القرن الماضي .
ويقول احد شهود العيان بان الكنيسة ضمت في داخلها بعض شواهد القبور التي بقيت في مواضعها رغم نقل جثامين اصحابها للمقبرة الخاصة بالكنيسة الاشورية والواقعة في طريق تلكيف ودفنهم فيها اما واقعها اليوم فمؤلم فقد شهدت الكنيسة دمارا اودى بمعالمها تماما ويرجح اهالي المنطقة ان قصف طائرات التحالف لها جاء بناءا على معلومات باتخاذ الكنيسة من قبل عناصر الدولة الاسلامية مقرا لها فيما بقي جدار للكنيسة تعلوه صلبان شاهدا ليحكي انها كانت يوما ما كنيسة جميلة تجمع المؤمنين ..