وأيمُ اللهِ / الشاعر شحدة البهبهاني
هَيَ الْمَسْرَى وَقَدْ مُدَّتْ يَدَاهَا
تًحَذْرُ مَنْ تَقَاعسَ عَنْ نِدَاهَا
بَكَيْتُ وَمَا بكَيتُ عَلى عَزِيزٍ
وَلَكِنْ أُمَّتِي فَقَدَتْ هُدَاهَا
تَولَى أَمْرَنَا سُفهاءُ قَوْمٍٍ
أَذَاقُوا الويلَ مَنْ رَامُوا حِمَاهَا
وَقَدْ كُنَّا نَظُنُ بِهمْ رَجَاءً
فَشَّقُوا مَا تَوَحَّدَ مِنْ رُبَاهَا
كَأنَّ شُعُوبَهُمْ قُطْعَانُ بُهْمٍ
بِأَيْدِهِمْ تُسَاقُ إِلى خِبَاهَا
وَأُشْعِلَتِ الحروبُ عَلَى حُدُودٍ
وَكَمْ ذَاقَتْ شًعُوبُهمُ لَظَاهَا
فَمَا رَبِحُوا سِوَى فَقْرٍ وَمَوْت
وَإِذْلالٍ وَظُلْمٍ قَدْ غَشَاهَا
......
تَعَرَّتْ قُدْسُنَا مِنْ بَعْدِ عِزٍ
وَكَمْ عَمِيَتْ عُيُونٌ عَنْ كِسَاهَا
تَصَهْيَنَ مَنْ تصهينَ دُونَ خَوفٍ
مِنَ الْبَارِي وَعَادُوا مَنْ فَدَاهَا
فَأينَ أُخُوةُ الإِسلامِ مِنَّا
وأينَ الْعُرْبُ مِنْ بَاغٍ دَهَاهَا
هِيَ الْمَسْرَى سَتَبْقَى أَرْضُ وَقْفٍٍ
لِكلِّ المُسْلِمِينَ وَمَنْ بَنَاهَا
تُسَاومُنَا الكلابُ علَى سُقُوطٍ
وَقَدْ صُغْنَا الْبُطُولةَ مِنْ سِِقَاهَا
رِجَالٌ أوْ نِسَاءٌ لا نُبَالِي
حُمَامَ الموتِ أَوْ يَدنُو جِنَاهَا
فتلكَ جموعُنَا فِيهَا تُنَادِي
وَأَيْمُ اللهِ لنْ نَرْضَى سِوَاهَا