شكوى المقابر / الشاعر شحدة البهبهاني
.............
فِي البعضِ عِرْقٌ لمْ يزلْ دَسَّاسا
مهمَا توارَى خِفْيَة ودِسَاسا
العينُ تبكِي والقلوبُ تَفَطرتْ
فالعُرْبُ تتخذُ العِدَا حُرَاسا
حَرَمُوا العبادَ بِظلمِهم وَتَفَيَّئُوا
بعدَ العذابِ لِشعبِهم إِفْلَاسا
مَا أصعبَ الزمنِ الذِي عِشْنَا بِه
باتَ الكِرَامُ بِقَيدِهم أَنْكَاسا
مَا حَلَّ فِينَا طَامعٌ فِي مَالنِا
إِلا وَعادَ بِحِمْلِه أَكْيَاسا
يَا حَسرتاهُ لمَا بَدا مِنْ حَالنَا
هَولُ المُصِيبةِ لا يُثُيرُ حَمَاسا
مَنْ ذَا يُصدقُ أنْ عَصْراً قَدْ بَدَا
لِنَرَى بِأَطْهَرِ بُقعةٍ أَنْجَاسا
اللهُ قدْ جَعلَ البراءةَ للورَى
مِنْ كُلِّ شِركٍ مَنْهَجاً وَأَسَاسا
الحربُ تأكلُ لَحْمَنا فِي صُبْحِنا
وَمَسائِنا صِرْنَا لهَا مِحْمَاسا
الكلُّ ينهشُ أرْضَنا فِي طَبْخَةٍ
حِيكَتْ بَليلٍ قُسِّمت أَسْدَاسا
تَاهَتْ مَعَالمُنا وحارَ دَلِيلُنا
والكلُّ فِينَا يَضْرِبُ الأَخْمَاسا
نَشكُو التَّفرقَ والنِّزاعَ فَمَا تَرَى
إِلَّا – وَمِنْهم - كَاذِباً خَنَّاسا
كلُّ البلادِ تموجُ منْ كَيدِ العِدَا
فالنَّاسُ تَشكُو ظُلمَهم أَجْنَاسا
ماتَ الشَّريفُ ومَا بَكَتْهُ عَوَائلٌ
والطِّفلُ يُقْتَلُ، مَا ترَى إِحْسَاسا
والناسُ تُقتلُ فِي الشوارعِ جَهْرةً
تَشكُو المقابرُ مَوْتَنا أَكْدَاسا
وَتئنُ في جوفِ السُّجونِ شَرِيفَةٌ
والعارَ يَقْرَعُ حَولَها أَجْرَاسا
بَكَتِ الأراملُ يُتمَهُنَ بِفاقةٍ
منْ ذَا يُعِينُ لِصِبيَةٍ أَحْلَاسا
واللهُ شَرَّفَنا بِحملِ رِسالةً
للعالمينَ وقدْ أَقَامَ أَسَاسا
وَقضَى بُسُنَتِه التِي مِن قَبلِنَا
سَيُزِيلُنُا إِنْ لمْ نَكُن نِبْرَاسا
والنَّصرُ يَأتِي مَا أَقَامَ بِأنْفُسٍ
تَهوَى الجهادَ وَلا تَرُومُ نُعَاسا
يَا أُمَّةَ الإِسْلَامِ هَلْ مِنْ قَائِدٍ
يَحْمِي الدِِّيارَ وَيَطْرُدُ الأَنْجَاسا