التقيا هناك .. بعد غيابٍ طويل / الاستاذة سناء نصرة
بعد أن استنفد الصبر ، وأزِفَ الرحيل ..
جلسا تحتَ شجرة زيتونٍ حانية الأغصان ..
وكان خرير الماء - في الجدول القريب - ينعشُ المكان ..
طافت حولهما أسرابٌ من الفراشات الملونة .. واليمام ..
وكانت البلابلُ المغردة تشدو لهما أعذبَ الألحان ..
إنها الطبيعةُ الساحرة .. تُغدق عليهما المحبةَ والأمان ..
تأملَ عينيها .. فقرأَ فيهِما ما يعجزُ عنهُ الكلام .. !
قرأَ فيهما اللوعةَ والصبابةَ والغرام ..
باح لها بما في نفسِهِ من لهفة ِ الشوقِ والهيام ..
وبما كابدهُ من فراقِها على مدى الأيام ..
واستقرت دموعُها على يدهِ التي تداعبُ خدَّها بحنان ..
فهيَ تعلمُ تماما أنَّ بعدَ اللقاءِ يُستَأنفُ الحرمان ..
فالقدر أصدرَ حكمَه .. ولم يبقَ لهما سوى الأحلام .. !