شهرزاد / بقلم د. إحسان الخوري
شهرزاد
أَنتِ خليطٌ من الملائكةِ السُّكارَى
رائحةُ أنوثتكِ بَخورُ قُدَّاسٍ
أنتِ قيثارةُ ألف ليلة وليلة
خريرُ مياهِ نهر الحافياتِ
وشفاهُ الورودِ المُرتعِشةِ
عيناكِ تَلتهِمُ الأنباض المُرتَجِفة
هُما بِعُمْرِ الفِتْنةِ الشَّقيَّةِ
تَشْبهان انفتاح نافِذة العِشق
تَدُسَّان الوله في الأوردةِ
وهُما تِلكَ الأُغنية الفارِسيَّة الآسِرة
يقول العِشق أنا هناك أُولَدُ
وفيهما تفيقُ الفُصول الأربعة
لونهما مِثل نَرجِستان عاشِقتان
هما حكايةٌ من الأساطيرِ
والويلُ لحارسِ الحِكاية
شهرزادُ ما لي ولِجَسدكِ
ما لي ولتفاصيلكِ المُدهِشة
حيث تتأجَّج حيرةُ المُحالِ
وتنهارُ عن صَدركِ خيوط الحرير
ألن تخجل شامةُ جيدك
هل هي دمعةٌ من تراتيلِ السَّماءِ
أم هي من أمكِنةِ الكواكب المُنيرَة
كيف لجيدكِ أن يَتورَّطَ بها
وهو حديثُ ملائكة الكواكبِ
ياامرأة كثيرة جدَّاً مفاتنك
وتخيط كلًّ حكايات الجُّنون
أنا شهريارُ
أنا سَمَّيْتُكِ شهرزاد الحكايات
أنا بُتُّ أسمعُ صوتَ الغَيْبِ فيكِ
أقرأُ أُنوثتَكِ مِن الألفِ إلى الياءِ
أتهجَّى فيها دهشةَ العرَّافاتِ
فؤادي الوديع يرتجِفُ
مَفاتِنُكِ تَملأُ شراييني القديمةِ
زمناً وزَمَنَين وألفاً
رُوحي أُصيبَتْ بدوارِ الثُّمولِ
وسأشربُ المَوتاتَ على مَهلِ
