خوارزميات تتنبأ بالأشخاص القادة.. من هم الأوفر حظاً؟
يمكن من خلال هذه الخوارزمية تقديم المشورة للقادة
طه الراوي - الخليج أونلاين:طور باحثون من جامعتي "كارنيجي ميلون" و"بنسلفانيا" في الولايات المتحدة دراسة جديدة قائمة على طريقة حسابية للتنبؤ بأي شخص يمكن أن يحمل صفات القادة، من خلال تحليل 6600 شخصية قيادية تاريخية ومعاصرة.
يوضح كريستوفر أوليفولا، أستاذ التسويق في جامعة "كارنيجي ميلون"، الذي شارك في الدراسة، أن "الأساليب المنهجية الكلاسيكية لدراسة القيادة مكلفة وبطيئة، ولا يمكن تطبيقها إلا على عدد قليل نسبياً من الناس".
وأضاف: "لقد طورنا أسلوباً منهجياً جديداً لتقدير كيف يحكم الناس على القدرة القيادية للأفراد المذكورين في الكتب والأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي".
ولهذا بدأ الباحثون بفكرة أن الناس لديهم فهم مشترك للسمات المرتبطة بالقيادة، وأنهم يشكلون بشكل بديهي أحكاماً تتعلق بإمكانية أن يكون فرد معين قائداً فعالاً.
باستخدام تقنيات التعلم الآلي، والبيانات المأخوذة من مجموعة كبيرة من المقالات الإخبارية، وعينة من تقييمات الاستطلاع، قام الباحثون ببناء نموذج يحلل أهم السمات التي يجب توافرها في الأشخاص كي يطلق عليهم لقب قادة.
ثم طبقوا هذا النموذج على أكثر من 6600 شخص مشهور، من بينهم الشخصيات التاريخية والمشاهير المعاصرون؛ لمعرفة أي منهم كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه قائد فعال.
العديد من الأفراد الذين توقع النموذج أنه سيُنظر إليهم على أنهم القادة الأكثر فاعلية كانوا من الملهمين الأحرار، مثل "جومو كينياتا" و"أبراهام لينكولن"، الذين عملوا على تحرير البلدان والشعوب، وكذلك المستكشفون مثل "فرانسيس دريك" و"كالبانا شاولا".
على النقيض من ذلك، توقعت الخوارزميات أن يُنظر إلى مشاهير وسائل الإعلام وخاصة الفنانين ونجوم برامج الواقع الذين يظهرون على غلاف المجلات على أنهم يفتقرون إلى الصفات القيادية.
يقول سوديب بهاتيا، الأستاذ المساعد في علم النفس في جامعة بنسلفانيا، الذي قاد الدراسة: إن "طريقتنا تكشف أكثر من مجرد توقع أحكام الناس على شخصيات القيادة".
وأضاف: "يمكن لعلماء القيادة استخدام هذا النهج للمضي قدماً في أبحاثهم وتسريعها، بينما يمكن للممارسين، ومن بينهم الأشخاص الذين يقدمون المشورة للقادة، استخدامها لمراقبة كيفية فهم القادة بشكل أفضل، على سبيل المثال أثناء حملة انتخابية أو بعد حدوث فضيحة".
تجدر الإشارة إلى أن اختيارات القادة تعد من أصعب الأبحاث التي تناولها الباحثون في دراسات معمّقة، لكون الصفات القيادية تختلف من شخص إلى آخر.