الفرح ومصادره وانواعه وشروطه لجامعات السنابل
القس لوسيان جميل
الفرح ومصادره وانواعه وشروطه لجامعات السنابل
هذه المرة، وضمن موضوع خطوات نحو الفرح، اقدم لك موضوعا جديدا بعنوان: ماهية الفرح وأسسه وانواعه. لكن هنا استخدم مصطلح زراعي لأكشف عن ماهية الفرح وانواعه واهميتة للبشر، من منطلق علمي وفلسفي من خلال حالة زراعية هي حالة الكدس الزراعي.فالفلاح عندما كان يحصد غلته، سواء كانت حنطة او شعيرا، يكدسه على ارضه الزراعية نفسها،انتظارا لمن يحمله لبيادر البلدة حتى يجف ويدرس بآلة تسمى الجرجر. ( قبل وجود الدراسات ).
فهذا الكدس هو مكدس، وبقلب الكاف الى قاف في لغاتنا المشرقية السامية العربية تتحول كلمة مكدس الى كلمة مقدس. يعني تابو او ما لا يجوز التلاعب به او السرقة منه، يعني حرام المساس به.
+ بعد هذا وباستخدامنا مصطلح الزراعة نفسه تأتي كلمة اللاقطات وجامعات السنبل. اللواتي يفرحن بما ينلنه من السنابل التي تلتقطها. هنا لابد ان نقول بأن هذا الفرح فرح نسبي يختلف عن فرح صاحب الغلة. لكننا سوف تؤكد في الجزء الثاني على الشروط التي يجب ان تتوافر عند اللاقطات لكي يكون فرحهن عميقا غامرا، حيث يأتي الفرح بقدر الجهد المبذول للحصول على الفرح النسبي هذا.
وفي الحقيقة نحن العاديين نكتفي بالأفراح النسبية التي لها شروطها ايضا والتي سنتناولها ببعض الاسهاب في الجزء الثاني من هذا المقال، كما سبق ان قلنا.
عوددة الى صاحب الكدس:اما صاحب الكدس فان فرحه لا يصل اليه الا من عندهم عمق صوفي ( من المتصوفين ) الذين لا يحتاجون الى كثير من الحالات المنظورة وانما يكفيهم الفرح الداخلي بموصولهم الى المعاني التي توحي للأنسان الصوفي المتعمق بالحقائق الانسانية المفرحة بعمقها. هنا اعتذر للاخوة الذين لا يقبلون بحالات المتصوفين الدراويش، حيث يكون من حقهم ان لا يقبلوا بهم. اما التصوف في المسيحية فهو عملية الرؤية بعمق الأسباب الداعية الى الفرح بالمقدس ( اي المكدس ) الذي لا يمكن ان يخترق سره سوى المتصوفة الحقيقيين. وليس الدراويش.