ستة أسرى يؤرخون مهاد جديد لفتوحات الحرية: بقلم : الأستاذ لبيك صابر
لاتزال الدواوين والعقول مسترخية من جلاء أحد أكبر الملاحم وقصص الأكشن التي لم يستوعبها العقل والتي صنعت طائفة جديدة وخوارزمية إرادة ضخمة لم يشهد لها الأن والأوان ولم يخط رحلاتها منذ قدم التاريخ والزمان تحكي غريزة أشخاص تنمرت ضد الظلم والطغيان وتشن خوارق من العزم لم يشهدها تاريخ التحدي،إنهم أسرى فلسطينيين لم يزدهم هطال السنوات إلا تكبشا بقضية نبيلة تملصت من كيان تواجدهم وأرهفت حياتهم وجعلتهم يمارسون حياة منطلية بالظلام والإغلاق والإستبداد من إحدى أعتى الديكتاوريات تسلطا وهيمنة والذي دفع ركبهم وإيمانهم الساحق بشق البحر والمجر لمناهضة شدائد وقوارض يهودية لازالت تنعق في الجبال وتذيق شعبنا الفلسطيني مرارة ودسم وسط تواطىء خاسىء من بيوت عربية بلاستيكية لازالت تمارس الصمت ولاتفارق العجار وتتعامل أمام كيان نعتبره مفقود كإعتراف سياسي ونتألم من وجوده ككتلة طغيان ،هؤلاء الأسرى وماوضعوه من مذهب جديد في رسم معلقات جديدة نحو الحرية هو تصريح ضمني للحكام العرب أن أدخلوا مساكنكم !،رغم قلة التعداد وعناق هؤلاء الأسرى لمبدأ حياة سلب منهم إلا أنهم فعلوا ماتصدعت منه العقول إنبهارا في صناعة مخطوطة جديدة للحرية تحفر الجبال بالملاعق والأعواد لتناشد وجه وسيم منع البطش من تسلل خيوطه نحو ملامسة وجوه عظماء قلبوا العالم والتاريخ وأعطوا مصفحات إستثنائية للإرادة ووقفوا كالطود أمام عدو غاشم ومستوطن فاجر وأمام حكومات عربية مرتدة لازالت تجبر الجروح بالماء بدل الدواء ،إن هاته القصة القرطاجية ورغم ماتسيله من أقلام وضعت مفهوم جديد نتجلى به ونتعلم منه ونتأدب به مفاده أن لكل فروع موسى مهما عظم طغيانه، هؤلاء الأسرى رغم حيزهم الضيق وحبل جوارهم مع الحرية لم يمنعهم لشهور أن يثقبوا أرضا للتنقيب على حياة أغتيل حقهم فيها وطمست أرواحهم على رغد من التسلط والبؤس والعبوس.
إن المشهد العفيف الذي صنعته ذوات أشخاص تحتاج اليوم للتاريخ وموازين الحياة أن تنحني إجلالا وعظمة لأفراد شكلت أجسادهم من البراكين لم تهدأ إلا بخمود إنتشلهم من حيز أسى غشم مصائرهم وأستولى على حياتهم ،فأمام العالم اليوم أن يقف على خشبة الإنحناء وأن يقوس ظهره إجلالا وإفرادا لأروع الشخصيات التي قدمت معجم جديد للبطولة،و هي حقيقة سيخلدها التاريخ ولن يتذيلها من فهرس حياته إلا من لايؤمن بالقضايا العادلة ويعز عليه جبروت الإستولاء والتسلط .
