* الإنسان ليس ياسمينةً ولا حيواناً ناطِقاً * بقلم الأديب د. إحسان الخوري
الأزهار والورود جميلة المنظر بديعة الألوان آسِرة الرائِحة ، وحياتها ساعات وأيام ؛ لِذا تبذل حياتها سعيدة بِكلِّ ما أُعطيَت لِتفخر وتفتخِر وبلا حساب لِأنَّها هكذا غداً أو بعد غدٍ ستموت ...
كلُّ دابة تدبُّ على الأرض والتي تطير بأجنحة وما تحت الماء جميعها خُلِقت بعقول واهية ، تُحِبُّ وتتحابب وتتزاوج وتُكوِّن كمثل جنسها عائلة لِزمن يسير ، ثم لا تلبَث تتفكَّك أواصِرها لِتُعاوِد الكرَّة مع جميعها مَرَّات ومَرَّات حتَّى تموت ... وخلَق الله الإنسان على صورتِه ، ذكَراً وأُنثى خَلقَهم وأمَرَهُم قَدِّسوني واعبدوني ، انموا وأكثروا في الأرض واعملوها لِتَحيوا وتَروا عَظَمَة خالِقكم ، وغرَس بهم المَحبَّة لِيتألَفوا ويتحاببوا ويتزاوجوا ، ويُصبِحون كلَّ إثنين تحديداً وكَشِبه أمْرٍ جَسَداً واحِداً ، ووضع بِهم نفْساً تشتهي كلَّ الأطايب بكلِّ مُسمَّياتِها ، وأرفق هذه النَّفْس بعقلٍ فريدٍ مُتَطوِّر لِيُراقِب هذه النَّفس ويرقُبُها ويحميها ، ويصحِّح اعوِجاجَها ويلجُمُها حين تفور بالشَّرِّ نحو السُّقوط ، وألزَم هذا العَقْل لكي يُوشوِشُها أبداً أنتِ يانفس خُلِقْت لِتَسعدي وتُسعِدي في كيانات إجتماعيَّة وِفْق ضَوابِط مُقدَّسَة مِن الله لاتزول ، ويُعلِمُها ويُعَلِّمُها أنَّ مَن رَفض هذه الضَّوابِط أو بعثرَها لو لِزَمَن أو بَعض الأزمان فهو خاسِر ومِن الله والكَيان مَنْبوذ ، وسَيَلمُس النَّدم الذَّابِح بِداخِله كَمَن يلمُس الجَّمر طيلة أيَّام حياته ....