حبايبنا اللزم:.. عماد عفانة
ما وراء فتح "اسرائيل" للحدود مع لبنان
مع اعلان "إسرائيل" أمس الاثنين أنها فتحت حدودها أمام عمال الزراعة من لبنان المجاور من أجل قطف الزيتون، على الرغم من أن لبنان لا يزال من الناحية التقنية في حالة حرب مع العدو.
يكون العدو أدخل لبنان مرحلة التطبيع العملي معه ورغما عنه.
ويكون العدو نجح في التقدم خطوة أخرى نحو الاندماج في المحيط الذي طالما كان معاديا قبل أن يصبح مسالما.
كما يكون العدو قد صعد درجة أخرى على سلم تطبيع وتدجين العقل العربي الذي رضع العداء لهذا الكيان الغاصب مع كل مجزرة يرتكبها، ومع كل دم شهيد وبرئ يسفحه، ومع كل مقدسه يدنسه ومع كل بيت يهدمه.
ثم ها هو هذا العربي ينجح عدوه في استخدامه كي يقطف زيتونه المسروق لتصب في خزائن عدوه.
ناهيك عن الابعاد الأمنية لمثل هذا الاختراق لجهة منح دوائره الأمنية فرصة ذهبية للتجنيد المباشر لمن يشاء من العرب، لتزويده بما يحتاج من معلومات تحت ضغط الحاجة الاقتصادية التي باتت تطحن دول وشعوب.
ليس صدفة أبدا ً أن يعمل العدو على اختراق الجبهات المعادية تحت لافتات اقتصادية أو إنسانية، فها هو يمنح الالاف من سكان غزة المحاصرة تصاريح للعمل والمبيت داخل الخط الأخضر.
غزة التي له فيها أسرى، وله معها ثأر كبير، وخاض معها عدد لا يحصى من المعارك، وقتلت وجرحت من جنوده ما لا يستطيع الإعلان عنه، ثم ها هو يمنح الالاف منها تصاريح عمل تحت يافطة تصاريح تجارية.
وما ينطبق على أهدافه من فتح الحدود مع لبنان، ينطبق على أهدافه من غزة، مع خصوصية كل جبهة.