صحة الدماغ
د. يسر الغريسي حجازي
.01.11.2021
[size=32]صحة الدماغ[/size]
"لا توجد رحلة حياة بدون القراءة: هذه الأداة النبيلة والأصيلة تغذي العقول وتروي القلب وتجعل الحياة ممتعة. ان القراءة أفضل رفيق يمكن أن نحصل عليه، بسبب انها تجعل الانسان يشعر بالرضا. انها بمثابة سلاح معرفي، ينمي قدرات الانسان والفكرية والادراكية العليا".
لماذا القراءة رفيق جيد؟ ما هي فوائد القراءة؟ في نهج علم النفس المعرفي،
تساهم القراءة في تعزيز العمليات العقلية، مثل الذاكرة والتفكير واللغة والانتباه والإدراك. كما يعتمد عمل الدماغ على التصوير، مما يسهل عملية التخيل. كما ان القراءة في الواقع، تولد مهارات في فهم المواقف المختلفة، وتبني انماط عقلية جيدة فضلاً عن المعرفة العميقة بالمشاعر والأهداف الإنسانية. عندما نقرأ، نقوم بتحليل الحقائق وتنظيم المعلومات التي نتلقاها لفهم الإجراءات والحقائق.
تحافظ القراءة على الذاكرة، وتحسن الوظائف الفكرية والعقلية للدماغ. كما أنها تزيد من مهاراتنا في تقدير ما لدينا، وما يمكننا اكتسابه من معلومات قيمة حول العالم، والافراد، والمجتمع، وعلم الانسان.
بالإضافة إلى ذلك، تحفز القراءة وظائف الدماغ وتقلل من التوتر، وتزيد من رغبتنا في التعلم، والاكتشاف، والاستمتاع بكل شيء من حولنا. أثبتت العديد من الدراسات العلمية، أن القراءة تحمي الذاكرة، وكذلك مهارات التفكير.
وتؤكد الدراسات العلمية، أن القراءة تساعد في محاربة الأمراض الانتكاسية والعصبية مثل مرض الزهايمر. كما تساعد الأنشطة التي تحفز التفكير، مثل لعب الشطرنج، واللعب التركيبية، والقراءة، في تقليل الخرف والطاقة السلبية.
من الضروري تبني عادة القراءة من ضمن الأنشطة اليومية، واختيار الموضوعات التي نحبها. والقراءة مفيدة للأطفال وكذلك للكبار. فهي أداة قوية لتطوير شخصية الطفل، بسبب انها تنمي الفضول، والإبداع، والصبر. لكن مع ذلك، فإن الطفل الذي يقرأ سيصبح مستقلاً وسيكون قادرًا على فهم المواقف التي ستوجهه، لأنه سيكتسب المعرفة ومهارات التواصل. من المهم جدًا للآباء أن يعتادوا أطفالهم على القراءة منذ سن مبكرة، حيث يتم بناء الدماغ حتى سن 18 عامًا. يعد التفكير تمرينًا جيدًا جدًا للذاكرة والتركيز، بسبب انه يسمح بمعالجة المعلومات وتخزينها في الذاكرة الطويلة المدى. من الضروري معرفة أن القراءة، عبارة عن بلسم لها تأثيرات مذهلة على الذاكرة، والدماغ البشري، وكذلك الصحة العقلية. وأفضل طريقة لتغذية عقولنا، هي الانخراط في مساحات القراءة اللانهائية. كما توفر لنا الكتب إمكانية هائلة لاكتشاف العالم، من خلال رحلات طويلة، ومحطات رائعة تمنحنا خوض تجارب إنسانية وعلمية وثقافية لا مثيلا لها وبدون ما نترك البيت والواجبات اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، تعد القراءة أفضل علاج ضد الاكتئاب، وهواية مفيدة للإنسان يمكن الحصول عليها بدون شروط، وفرصة ذهبية للتعلم وتوسيع نطاق المعرفة، والمفردات وحنكة الحديث.
يمكننا أيضًا القراءة في أي وقت من اليوم، في المنزل، في القطار، في المقهى أو أثناء الاستراحة في المكتب. ذكرت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يقرؤون باستمرار، لديهم مهارات معرفية أفضل، وخيال أوسع، ومنطق ومرونة أكثر في إيجاد الحلول. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع طلاب المدارس الذين يمارسون القراءة، بطلاقة في القراءة والكتابة، وفهم النصوص وهم يحققون عادة نجاحًا أكاديميًا باهرا.
تساعدنا القراءة على إبقاء الذاكرة مستيقظة، وتقوي المواهب الفكرية، وتنمي الإبداع والذكاء العاطفي. بين التأمل والتفكير، ستعلمنا القراءة التحليل العميق والتكييف مع امورنا الحياتية والسلوك المناسب للتصرف وللإفصاح عن آرائنا.