أحمد الكناني
مذنب بريء
كانوا يجولون في ازقة و شوارع المدينة لم يكترث احداً لأمرهم ضائعون في هذه الحياة لا مستقبل لهم و لا حتى حاضر لكل منم حكاية في هذا الزمان لم يجدوا المأوى و حتى الامان بل لم يجدوا ابسط مقومات حياتهم كيف يقسو الزمان عليهم و كيف ترتبت حياتهم بهذه الشاكلة...
اصبح كل شيء مدمر في حياتي كل يوم نفس الروتين ابي و امي على خلاف دائم و صياح امي و انفعال ابي و قسوته عليها حتي يصل الى حد الاعتداء الجسدي عليها اصبح البيت جحيم من نار افكار تدور في رأسي لم افكر بها من قبل الضغط النفسي اصبح لا يطاق تهت في محراب هذه الحياة البائسة اريد ان اتخلص من هذا الروتين المزعج و اذهب الى مكان هادئ ألتقيت بصديق لي قال لي:
ما بك لماذا انته شارد الذهن؟ قصصت عليه قصتي من الألف الى الياء..
قال لي لا عليك يا صديق الحل عندي
قلت له كيف؟
قال اليوم استضيفك في بيت انا في الاساس فقط انا و امي في البيت..
وبالفعل ذهبت معه الى بيته..
جلست معه و سهرنا معاً اعطاني قرص دائري ابيض و قال لي هذه الحبة
قلت له ما هذه؟
قال لي خذها انها ستنقلك الى العالم الأخر لم تعد تفكر في شيئ؟!
وبالفعل اخذت تلك الحبة و بعدها بدقائق اشعر بدوار برأسي و ارتخت اعصابي و نحلت و زالت تلك الافكار من رأسي لم اعد اشعر بشيء في الواقع..
تكرر الامر لعدة مرات و اصبحت كل يوم اتردد على بيت صديقي و اخذ منه تلك الحبة حتى ادمنت عليها و صرت آخذ شريط كامل من تلك الحبوب ضعت اكثر بعد ان أدمنت على هذه الحبوب اللعينة..
كنت اتمشى في ازقه الشوارع في بغداد و اذا بعنوان لفت انتباهي (مستشفى لمعالجة الادمان على المخدرات والصحة النفسية)...
دخلت الى تلك المستشفى و اخذت موعد من الطبيب و راجعت الطبيب و كتب لي جلسات للمرجعة..
ذهبت اليه في الجلسة الاولى و قال لي سنبدأ اولاً مع المالج النفسي لتشخيص حالتك و فعلاً بدأت مرحلة مع المعالج النفسي..
قال لي قص الي بعض الامور الخاصة عن حياتك و بالفعل بدأت اقصص عليه قصتي لكن اخفيت عنه معلومات حقيقة حياتي و بعد مرور خمس جلسات على المعالجة ذهبت الى المعالج في الجلسة السادسة و قلت له:
انا اخفيت عنك حقيقة حياتي و كنت اكذب عليك
قال لي: ليست بمشكلة انا عرفتك انك تخفي الحقيقة لكني لم أقل لك لأنك ستأتي الي يوماً وتقول الحقية لي..
وبالفعل قصصت عليه قصة حياتي و كيف ادمنت على هذه الحبوب المهلوسة لشرود من الواقع المزري وبعد عدة جلسات عند المعالج النفسي و تشخيص حالتي و وصف الطبيب لي العلاج المناسب و بدأت مرحلة التعافي من هذا الوباء اللعين..
لكن بعد عدة ايام جاء احد الاحزاب الحاكمة و لغى المستشفى ليحولها الى مقر لحزبه اللعين.
وبعد مرور الايام ادمنت مرة أخرى على تلك الحبوب و صرت آخذها بكميات كبيرة اكثر من قبل و اخذت مني الحياة حتى المركز الذي ألتجئت اليه لمعالجة ادماني..
كنت اتجول في ضواحي باب الشرقي في بغداد ألتقيت بالدكتور المعالج وقلت له بعد ان صافحته:-
هل عرفتني دكتور؟
قال لي: عفواً لم اتعرف على شخصك الكريم
قلت له:-انا فلان كنت اتعالج عندك في المستشفى.
قال لي: يا هلا و سهلاً كيف اصبح حالك
قلت له: ادمنت على الحبوب المخدرة اكثر من الوقت السابق بعد غلق المستشفى التي كنت اتعالج بها
قال لي:- لا حول الله و لا قوة الا بالله، الله ينتقم منهم.