Dr.Hannani Maya مؤسس الموقع
عدد المساهمات : 17203 تاريخ التسجيل : 07/09/2015
| موضوع: >> >> أسلمة أوروبا وخدعة فصل الدين عن الدولة >> >> د . منى حلمي >> >> 2021 / 8 / 27 >> >> السبت يناير 22, 2022 4:03 am | |
| - اقتباس :
-
- اقتباس :
[rtl]أسلمة أوروبا وخدعة فصل الدين عن الدولة[/rtl]
د . منى حلمي
2021 / 8 / 27 [size=16]
[size=17]منى حلمي هي ابنة الكاتبة والمفكرة المصرية الراحلة نوال السعداوي من زوجها الأول الطبيب احمد حلمي، وأخت المخرج عاطف حتاتة. [rtl]------------------------------------ ليس هناك ما هو أصعب ، من أن يشعر الانسان ، أنه لم يعد فى بيته ، الذى أقام فيه سنوات طويلة ، واعتاد على شكله ، ولونه ، ورائحته ، ومذاقه . ليس هناك ما يعكر صفو الحياة ، ويكدر حلاوتها ، ويبث التشاؤم ، والأسى ، وعدم الأمان ، من أن يفاجأ الانسان ، أن غرباء ، وضعوا حقائبهم ، وافترشوا أرض منزله ، دون وجه حق ، دون اعتذار ، دون حياء ، دون أمل فى الجلاء . هذا الوصف ، ينطبق بدقة على سكان كوكب الأرض ، غير المسلمين ،الذين سمحوا للهجرة الاسلامية من كل مكان ، أن تترك موطنها الأصلى ، لتصبح حقيقة مفزعة . فى أوروبا مثلا ، أصبح المواطن فى ألمانيا ، أو فى فرنسا ، أو فى بلجيكا ، امرأة ، أو رجلا ، يشعر بأن الوطن ، الذى وٌلد على أرضه ، وتربى على خيراته ، وعاش فيه أجمل الذكريات ، يتعرض الى مؤامرة ، لتحويله الى واحدة من الغزوات الاسلامية . انتشار المساجد والجوامع ، وميكرفوناتها فى الصلاة ، والأعياد والمناسبات الدينية التى لا حصر لها ، اقتحام الحجاب ، جمعيات اسلامية ، مراكز اسلامية ، ذقون ولحى وسبحات ، عنف لفظى وجسدى اسلامى ، دور فتاوى اسلامية ، اعلام دينى اسلامى ، الى آخره . أصبحت بلاد أوروبا ، بعد هجرة المسلمات ، والمسلمين اليها ، " تشتاق " الى ذاتها ، " تحن " الى حقيقتها ، " تتحسر " على أوطانها المستلبة ، التى أصبحت " على كف عفريت " . وما أقسى هذه المشاعر . أندهش كثيرا من العرب المسلمين والمسلمات ، الذين لا يكتفون بالاستمتاع ، والراحة ، وحُسن الضيافة ، ومظاهرالتراكم الحضارى الراقى ، فى البلاد المتقدمة التى احتضنتهم دون تمييز أو عنصرية . بل يحاولون " أسلمة " هذه البلاد ، باعتبارها " دار كفر " ، علمانية ، لاتغطى النساء ، ويعربد بها جميع أنواع الانحلال الأخلاقى . وذلك حتى تصبح بلادا " اسلامية " ، دار اسلام ، ودار ايمان ، ودار دين ، ودار تغطية النساء ، ودار ازدهار القيم الأخلاقية ،والفضيلة بما يرضى الله ، ودار تطبيق الشريعة الاسلامية ، وبناء الخلافة الاسلامية ، كما عرفها السلف الصالح . واذا كانت البلاد التى لجأ اليها بعض العرب المسلمين ، هى بلاد الكفر ، والانحلال الأخلاقى ، و ترك النساء دون تغطية ، فلماذا أصلا لجأوا اليها ؟؟. لماذا لم يبقوا فى بلادهم التى يسود فيها الاسلام ، وتغطية النساء ،والالتزام الأخلاقى ، والفضيلة ، وأكشاك الفتاوى ، وتدخل رجال الدين فى شئون المجتمع ، وهيمنة السلفيين على الاعلام الفضائى ، ودور الحضانات ، والمدارس ، والمساجد ،والجمعيات الشرعية ، والمراكز الاسلامية ، والبنوك الاسلامية ؟. لماذا تركوا بلادهم ، وجاءوا الى بلاد لا تعرف الجلابيب ،والذقون ، والحجاب ، والنقاب ، والعباءات ؟؟.لماذا تركوا بلادهم ، حيث الجهاد فى سبيل الله ، لاقامة الدولة الاسلامية ، وسفك دماء غير المسلمين ، أصبح عاديا ؟؟. لماذا يختار العرب المسلمون ، عند الهجرة ، والاقامة ، مجتمعات تنظر دائما الى المستقبل ، بينما هم لا ينظرون الا للماضى ؟؟. وكيف لهم أن يصفوا الحضارة الغربية ، بالكفر ، بينما هم ينهلون من خيراتها ، ومكتسباتها ، واكتشافاتها ، وعلومها ، وفنونها ، وقوانينها ؟؟. سمعت وشاهدت عبر قناة فضائية ، أحد شيوخ السلفيين ،يقول : " ان الله يسخر لنا كل انجازات الغرب لكى ينعم المسلمون بها .. الأمة الاسلامية خير أمة على الأرض ، والغرب كفرة منحلين أخلاقيا .. ولذلك هم الذين يجب أن يتعبوا لنستفيد نحن دون جهد " . قال واحد سلفى آخر : " المسلم مكلف بأن ينشر الاسلام ، الدين الذى ارتضاه الله للبشر فى كل مكان ، وفى كل زمان .. أن نعيش فى مجتمع غربى ، ونعمل على تغييره ، حتى يعتنق الاسلام ، فهذا جهاد فى سبيل الله ، له ثواب كبير ". وقالت شيخة سلفية منقبة : " ان السكوت على الانحلال الأخلاقى السائد فى الدول الغربية ، ذنب فى رقبتنا يوم القيامة .. نعيش فى دولة كافرة فاسقة . لكننا نحاول بكل الوسائل ، أن نهديهم الى الايمان والفضائل ، واقناعهم بضرورة ازدراء حضارتهم المنحلة ، الفاسقة ، واعلان الاسلام دينهم ودولتهم ...". لا أدرى من أين جاءت فكرة أن الغرب ، " منحل أخلاقيا " ،التى تتردد على ألسنة المسلمين ، والمسلمات ، وفى أغلب وسائل الاعلام ؟. السبب هو أن هؤلاء المسلمات والمسلمين ، يحصرون" الاستقامة الأخلاقية " ، فى موقف واحد وحيد ، هو العلاقة الجنسية بين المرأة والرجل . هم يعطون درجات أعلى فى مكارم الأخلاق ، وفقا للكبت العاطفى الجنسى . كلما زاد الكبت العاطفى ، وارتفع مستوى الحرمان الجنسى ، كلماأصبحت الأخلاق أفضل ، والفضائل فى أمان . ولأن الدول الغربية ، مثلما تؤمن بحرية الرأى ، وحرية التعبير ، وحرية الصحافة ، وحرية الابداع ، وحرية الاعتقاد ، تؤمن أيضا ، وبالدرجة نفسها ، بحرية الحب ، وحرية العلاقات الجنسية ، لأن الحرية تؤخذ كلها دون تجزئة ، فانها " منحلة " ، "فاسقة" ، وتشجع على الانحراف ، والفساد ، والفُجر. منْ قال أن محاسن الأخلاق ، ترتبط فقط بالجز الأسفل من جسد الانسان ، رجلا كان أو امرأة ، والذى لابد أن يكون " مملوكا " من أوصياء الدين ؟؟. وماذا عن الجزء العلوى ، وهو العقل ، الذى يحمل الأفكار ، والأحلام ، وامكانيات الابداع ، والتفوق العلمى ، والتطور التكنولوجى ، ويوجه سلوكيات الانسان ؟؟. كيف يمكن لمجتمعات " منحلة أخلاقيا " ، أن تتقدم ، وتكتشف ، وتخترع ، وتتفوق ، وتنبغ ، فى كل المجالات ؟. كيف لدول " فاسقة " ، أن تحتل المراكزالأولى فى جودة الحياة ، ونوعية التعليم ، وحماية البيئة ؟. ان مجتمعاتنا العربية الاسلامية ، التى تتقاتل بسبب أديان موروثة ، وتتضخم فيها المواعظ الدينية الأخلاقية ، تمتلئ بكمية من الانحرافات الجنسية ، والانحلالات الأخلاقية ، الصادرة من الجزء الأسفل للانسان ، بشكل مخزى ، مزرى ، أكبر بكثير ، من أى مجتمع، فى الغرب ، أو فى الشرق ، فى الشمال ، او الجنوب . لكنها ممارسات تحدث فى " الخفاء " ، تحت بئرالسلالم المعتمة المهجورة . ثم ماذا عن الشرق ؟؟. هل نعتبر الصين مثلا التى تتقدم كل يوم بشكل خيالى ، وفى كل المجالات ، وأمريكا وكل دول العالم ، تعمل لها ألف حساب ، بلدا " منحلا أخلاقيا " ، وهو البلد الذى يفتخر علنا فى كل مناسبة ، أو بدون مناسبة ، أنه بلد " بلا أديان " ؟؟. نحن لا نصف الانسان فى مجتمعاتنا ، امرأة أو رجلا ، الذى يمارس الكذب ، والنفاق ، والانتهازية ، وخيانة العهد ، واستغلال الغير ، وتشويه سمعة الناس ، وعدم الالتزام بالوقت ، وعدم الاحساس بحقوق وحريات الآخرين ، والتزوير ، والتدليس ،وعدم اتقان العمل ، والتعصب الدينى ، والذكورى ، وتكفير وقتل منْ يختلف ، "بالانحلال الأخلاقى " . مع أن هذه الأمور ، هى" صلب الانحلال الأخلاقى " . الانسان السوى المنطقى المتسق مع نفسه ، قبل أن يوجه سهام النقد الدامية ، لغيره ، يوجهها أولا الى نفسه . والانسان الذى ينزل ضيفا ، على أصحاب البيت ، ليس من حقه أن يقوم " بتغيير " نظام البيت ، وتقسيم حجراته ، والعبث بأشيائه المستقرة ، التى ارتضاها أصحاب البيت . وهكذا على العرب المسلمين ، أن يفعلوا مع الدول الغربية التى تستضيفهم . حتى لو أعطتهم الجنسية ، تبقى الحقيقة ، أنهم " ضيوف " ، عليهم الامتثال لنظام البيت ، واحترام السكان الأصليين ، وعدم اعاقتهم فى مواصلة الجهد ، لابقاء البيت نظيفا ، وراقيا ، وهادئا ، وآمنا . وعليهم البحث عن طرق أخرى ، لكسب ثواب الله . ليس من الضرورى ، تدمير الآخرين ، لدخول الجنة التى يؤمنون بها ، ويشتهون ملذاتها،ومتعتها . ولكننى أعتقد أن الشعوب الأوروبية ، تدفع ثمنا باهظا ، بسبب تعاون حكوماتها مع التيارات الاسلامية ، وتشجيعها ، وتمويلها ، وتستخدم حرية العقيدة ، ستاراللانتهازية السياسية الفجة ، وتصدير صورة مزيفة عن احترامها لحقوق الانسان ، وفصل الدين عن الدولة ، والديمقراطية ، وحقوق المهاجرين ، الذين هم " كارت " مربح ، لتهديد الشعوب فى الوقت المناسب ، واشعار مواطنيها أنهم فى احتياج أكثر للنظام الحاكم ، لحمايتهم ، ودرء الخطر عنهم . مرة يكون خطر الشيوعية ، ومرة يكون الاسلام . المهم ، هو خلق" عدو " ، يظل دائما ، مخيفا للشعب ، ومبررا مقننا ، للمزيد من اجراءات قمعية ، فى الداخل ، وممارسات متناقضة مع الخارج . وتدفع أيضا ثمن موالاة اليسار الأوروبى ، للممارسات الاسلامية ، للمهاجرين ، حيث وجد فيهم البديل عن موالاته للطبقة العاملة الكادحة المقهورة ، التى تكاد تختفى ، أو اختفت بالفعل ، ويتعامل معها على أنها " الضحية " المظلومة ، المضطهدة ، من قبل الرأسمالية ، " العدو الكلاسيكى " ، ولكن فى شكله المستحدث . وكذلك ، تدفع هذه الشعوب الأوروبية ، ثمن عدم وعيها الكافي ، القادر ، على فهم التحالفات السياسية بين حكوماتها ، وبين التيارات الاسلامية ، التى تترسخ بفتح باب الهجرة بهذه الأعداد الكبيرة من المسلمين ، ونتيجة غسيل عقول يقوم به ، اعلام حكومى ، وغير حكومى ، اما غير واع هو الآخر ، أو مشارك فى السياسة الخادعة ، ومستفيد من التواجد الدينى الاسىلامى ، بأشكال متعددة . صحيح أن هناك حركات مضادة ، ظهرت نتيجة محاولات " اسلمة أوروبا " ، تتسم ببعض الوعى ، والشجاعة ، ونظمت المظاهرات ، وعقدت اللقاءات والمؤتمرات الغاضبة ، ضد هذه الأسلمة ، مثل " مواطنون أوروبيون ضد أسلمة أوروبا " . حركات تضم قطاعات واسعة من مواطنى أوروبا ، وهى اما مستقلة ، أو يصنعها ويدعمها اليمين الأوروبى ، الذى يرى فى هجومه على فتح أبواب الهجرة الواسعة للمسلمين ، جبهة لمحاربة اليسار الأوروبى ، الداعم للهجرة ، ويعتبر محاربتها نوعا من العنصرية المتطرفة الرجعية ، من اليمين . أكبر دليل على خدعة فصل الدين عن الدولة ، فى الدول العلمانية ، هو فتح باب الهجرة للمسلمين على مصراعيه ، واستمراره مفتوحا ، بعد العمليات الارهابية البشعة ، والتى راح الكثيرون من ضحاياها قتلا ، أو ذبحا ، أو دهسا ، أو حرقا ، أو اغتصابا ، مواطنات ومواطنين ، من الشعوب المغلوبة على أمرها . وهذه الدول العلمانية ، حتى لو آمنت ، بفصل الدين عن الدولة ، فايمانها ناقص ، ومشوه ، وانتهازى ، وغير انسانى . فهى تفصل الدين عن الدولة ، على أرضها ، ثم تمول ، وتدعم ، التيارات الاسلامية المسلحة المجاهدة بالدم ، لتأسيس دول دينية ، فى كل مكان . لا توجد دولة علمانية على كوكب الأرض ، تستطيع ، أو تريد الدين عن الدولة . الفصل النهائى الحقيقى الحاسم الكامل الجذرى الرادع ، على كوكب الأرض ، معناه تحقق السلام العالمى ، وهذا لا يعنى الا افلاسا ، للعصابة الدولية عابرة الحدود المستثمرة فى صناعة الأسلحة ، أكثر المنتجات ربحا ، وانتشارا ، و المتطورة يوما بيوم . الدين ، هو الدولة ، والدولة هى الدين ، شئنا أو أبينا ، بدرجات وأشكال متباينة . ان أمريكا " أكبر دولة علمانية " ، كما يشاع ، هى أكثر الدول تدعيما لاسرائيل بشتى وسائل الدعم ، واسرائيل دولة دينية ، اعتمدت فى اقامتها ، وتأسيسها ، وقتالها ، على نص دينى فى العهد القديم . وكذلك تفعل كل الدول " العلمانية " الأخرى . والعلاقات بين أمريكا العلمانية ، وأوروبا العلمانية ، مع السعودية ، دائما فى شهر عسل دائم ، وهى الدولة التى يتكون علمها من جملة " لا اله الا الله محمد رسول الله " وتحته " سيف " الجهاد الاسلامى ؟؟. كيف يحدث هذا ؟؟. وماذا نسميه ؟؟. أنا أسميه ، بشكل واضح لا يحتمل اللبس ، أو الترقيع ، أو التضليل ، ويتأكد كل يوم، " خدعة فصل الدين عن الدولة ".[/rtl]
[/size]
[/size]
| |
|