مفاوضات فيينا النووية على حافة الانهيار
بريطانيا تعتبر أن المحادثات الرامية لإنعاش الاتفاق النووي بين القوى الغربية وإيران تقترب من مأزق خطير، موضحة أن هذه المفاوضات عاجلة والتقدم الذي تحرزه ليس سريعا بالقدر الكافي.
الثلاثاء 2022/01/25
محادثات فيينا النووية اقرب للفشل من أي وقت مضى
دبلوماسي كبير 'متشدد' مع ايران يغادر فريق التفاوض الأميركي
وول ستريت جورنال: نيفيو يؤيد نهجا أكثر صرامة مع ايران
لندن/واشنطن - اعتبرت بريطانيا اليوم الثلاثاء أن المفاوضات النووية في فيينا تقترب من مأزق خطير من دون الإشارة إلى الخلافات داخل الفريق الأميركي المفاوض حول الاستمرار في المحادثات أم لا.
لكن حتى قبل انسحاب أحد أعضاء الفريق الأميركي المفاوض، كانت الدول الشريكة في الاتفاق النووي للعام 2015 بمن فيهم واشنطن قد حذّرت مرارا من نفاد الوقت والصبر معا إزاء استمرار طهران في المماطلة. وعبرت عن استيائها من نسق المفاوضات البطيء ومن تقدم لا يتناسب مع حجم الجهود المبذولة لإنعاش الاتفاق وهو ما يمنح إيران في النهاية متسعا من الوقت لتطوير برنامجها النووي بشكل يصعب بعدها العودة عن انتهاكها لالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية العمل المشترك وهي التسمية التي أطلقت على اتفاق 2015.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس اليوم الثلاثاء إن المحادثات التي تستهدف إنعاش الاتفاق النووي بين القوى الغربية وإيران تقترب من مأزق خطير، مضيفة أمام البرلمان "هذه المفاوضات عاجلة والتقدم الذي تحرزه ليس سريعا بالقدر الكافي. نواصل العمل بشراكة وثيقة مع حلفائنا لكن المفاوضات بدأت تصل إلى مأزق خطير.
وتابعت "على إيران أن تختار الآن ما إذا كانت ترغب في إبرام اتفاق أو أن تكون مسؤولة عن انهيار الاتفاق النووي. ولو انهار الاتفاق النووي ستكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة".
ريتشارد نيفيو يترك منصبه بسبب خلافات حول المضي قدما في المحادثات النووية
وتأتي التعليقات البريطانية بينما ترك عضو كبير في فريق التفاوض الأميركي مع إيران منصبه فيما أرجعه تقرير إلى خلافات في الرأي بشأن كيفية المضي قدما في المحادثات النووية، ما يعزز معلومات سابقة رجحت أن تدخل مفاوضات فيينا في مأزق مع نسق اتسم بالبطء الشديد في ظل مماطلة طهران.
وأكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين أن ريتشارد نيفيو، نائب المبعوث الأميركي الخاص بإيران، لم يعد ضمن فريق التفاوض، لكنه لا يزال موظفا بالوزارة. ولم يذكر المسؤول سببا لرحيل نيفيو عن الفريق، لكنه قال إن تنقلات الأفراد "شائعة جدا" بعد عام في عمر الإدارة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق أن نيفيو رحل بعد خلافات في الرأي داخل فريق التفاوض الأميركي بشأن إيران. وقالت الصحيفة إن نيفيو كان يؤيد نهجا أشد صرامة في المفاوضات الحالية.
ويأتي رحيله في وقت حرج، حيث قالت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إنه لم يتبق سوى أسابيع فقط أمام فرصة إنقاذ اتفاق إيران النووي الموقع في 2015. واستؤنفت المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة قبل نحو شهرين.
وكررت وزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين أنها لا تزال منفتحة على الاجتماع مع المسؤولين الإيرانيين مباشرة لمناقشة الاتفاق النووي وقضايا أخرى، بعد أن قال وزير الخارجية الإيراني إن طهران ستدرس ذلك لكنها لم تتخذ أي قرار في هذا الصدد.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس في إفادة صحفية إن الولايات المتحدة لم تجعل من إفراج إيران عن أربعة أميركيين شرطا للتوصل إلى اتفاق بين البلدين لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي، مضيفا أن إنجاز مثل هذا الاتفاق اقتراح غير مؤكد.
على إيران أن تختار الآن ما إذا كانت ترغب في إبرام اتفاق أو أن تكون مسؤولة عن انهيار الاتفاق النووي.. ولو انهار الاتفاق ستكون كل الخيارات مطروحة على الطاولة
وتشارك واشنطن بشكل غير مباشر في المباحثات، ويتولى الأطراف الباقون في الاتفاق، أي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة الى الاتحاد الأوروبي، تنسيق المواقف بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين.
ورفضت الجمهورية الإسلامية مرارا إجراء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا، معللة ذلك بأن واشنطن لم تعد طرفا في الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الإثنين إن "الجانب الأميركي يبعث برسائل بطرق مختلفة مفادها أنه يبحث عن مستوى معين من المباحثات المباشرة مع إيران"، وذلك في تصريحات متلفزة خلال مؤتمر في مقر وزارة الخارجية في طهران.
وأضاف "حاليا إيران لا تتحدث مباشرة الى الولايات المتحدة. لكن اذا بلغنا خلال المفاوضات نقطة يحتاج فيها إبرام اتفاق جيد مع ضمانات قوية، الى مستوى معين من المباحثات مع الولايات المتحدة، لن نتجاهل ذلك في جدول عملنا".
وبدأت مباحثات فيينا في نيسان/أبريل 2021، وعلّقت في حزيران/يونيو تزامنا مع انتخاب المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران، خلفا للمعتدل حسن روحاني الذي أبرم الاتفاق في عهده.
وعادت المباحثات واستؤنفت في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر. ويقر الأطراف المعنيون بأن التفاوض يحقق تقدما في الآونة الأخيرة، لكن تبقى نقاط عدة عالقة. كما تبادلت إيران والدول الغربية تصريحات تحمّل الآخر المسؤولية عن بطء عملية التفاوض والتقدم فيها.
وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها النووية.