اليوم عيد القديسة بربارة لنقتدي بقوة إيمان الشهيدة بربارة ونتعلم من تحملها العذابات وقساوة حمل صليبها الثقيل وشهادتها بقطع رأ

اليوم عيد القديسة بربارة
لنقتدي بقوة إيمان الشهيدة بربارة ونتعلم من تحملها العذابات وقساوة حمل صليبها الثقيل وشهادتها بقطع رأسها وهي تفتخر وتتمسك بمسيحيتها.
من خلال نشأتها و ســيرة حياتها أنها ولدت من أبوين وثنيين، عاشت وحيدة لأبيها ديوسقوروس، توفيت أمها وهي طفلة صغيرة. كانت بربارة فتاة جميلة جدا وحسنة التربية والاخلاق، بنى لها والدها برج عالي وحجزها فيه ليبعدها عن أنظار العالم مقدما لها كل انواع الاحتياجات. عندما كبرت وبلغت سن الرشد اراد أن يزوجها لأحد أعيان البلدة، رفضت رفطا قاطعا وارادت أن تبقى كل حياتها عذراء.
يذكر بأنها تلقنت العلوم من بيان وتاريخ وفلسفة مما قادها البحث عن الإله الحقيقي وكان خدامها المسيحيون قد أخبروها عن القديس أوريجانس فأسرعت وكتبت له رسالة فجاوبها برسالة بسط فيها عن الإيمان المسيحي فتعلق قلبها بالسيد المسيح فنذرت حياتها لله، ونالت المعمودية بدون معرفة والدها، وقررت أن تعيش بتولاً تكرس حياتها للعبادة.
ومنذ ذاك الحين بدأ الصراع بينها هبين أبيها. هربت الى الجبال طاردها وضربها بدون شفقة وجرها من جدائلها بقوة فحجزها في غرفة صغيرة، ثم ذهب إلى الحاكم مركيانوس وقال له: إن إبنتي تزدري آلهتنا ولا تحترم إلا يسوع المسيح المصلوب وتكرمه من كل نفسها، وطلب منه ألا يشفق عليها أبدا بل يذيقها أمر العذابات وأقساها. قال لها مركيانوس: لماذا لا تقدمين الذبائح للآلهة التي يعبدها أهلك أنا أحزن لموت شابة تتمتع بمثل هذا الجمال لذلك أرشدك للطاعة والسجود للآلهة وإلا سوف أضطر لإستعمال أبشع الوسائل لموتك.
أجابته بربارة أنا أقدم السجود لخالق السماء والأرض وأما الآلهة التي تعبدوها فهي من صنع أيديكم من الذهب والفضة. غضب جدا وأمر بأن تعرى من ثيابها وتضرب بدون رحمة وزجها في السجن وفي منتصف الليل ظهر لها نور وفوق النور المسيح وقال لها: "لا تخافي أبدا من عقابات الناس وعذاباتها بل ظلي على موقفك" بعد ذلك إختفت للوقت جراحاتها وشفي جسمها شفاء تاما.
بعد ذلك أمر أن تأتي إليه واندهش من معافاتها ولا أثر للجراح على جسمها لقد تعذبت بربارة العذابات الكثيرة من قبل الحاكم فقد حرق أعضاء جسمها بمشاعل مضاءة وضرب رأسها بالمطرقة وأمر بقطع ثديا كل من القديسة بربارة والقديسة يولياني التي عانت مع القديسة بربارة العذابات الكثيرة (القديسة يولياني هي شابة رأت عذابات القديسة بربارة فتأثر بشدة ايمانها فأعلنت ايمانها المسيحي).
بعد ذلك قرر أن يميتها مع يولياني فأمر بقطع رأسيهما. حضر والدها كل هذه التعذيبات التي أخضعت لها بربارة ولم يحزن من أجل إبنته. إقتاد الحلادين بربارة ويولياني إلى الجبل لتنفذ الحكم، فكانتا تتهللان فرحا وكأنهما ذاهبتان لعرس أو نزهة وبعد تنفيذ الحكم وقطع رأسي القديستين الشهيدتين وما إن نزل ديوسقورس من الجبل حتى سقطت صاعقة من السماء وأحرقته ولم يكتفي الغضب عليه فقط بل على مركيانوس الذي أصابته الصاعقة نفسها كعلامة سابقة للنار الأبدي وبعد ذلك تسلم رجل مسيحي جسد الشهيدتين ونقلت لقرية جلسون حيث دفنهما بكل وقار فكل المجد والإكرام والتقدير لعذابات الشهيدة القديسة بربارة والشهيدة القديسة يولياني أمين .
د. جبرائيل شيعا
4 كانون الاول 2015م