العراق: اعتقال داعية شيعي طالب بهدم المراقد الدينية مواجهاً السجن
إيلاف من لندن: تفاعلت قضية مطالبة امام جامع شيعي جنوب بغداد خلال الساعات الأخيرة باعتقاله وحرق مقرات لمرجعه الديني محمود الصرخي الذي أغلقت الشرطة جميع حسينياته وسط غضب وتظاهرات احتجاج بجنوب البلاد.
فقد أعلن جهاز الأمن الوطني مساء الاثنين عن اعتقال شخص يتبع المرجع الشيعي محمود الصرخي إثر دعوته لهدم مراقد أهل البيت وتهجمه على رموز دينية في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد).
وقال الجهاز في بيان تابعته "إيلاف" إنه "استناداً إلى ما ورد في مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتم رصده من قبل الجهاز وتنفيذاً لمذكرة قضائية فقد ألقت قوة من الجهاز في محافظة بابل القبض على شخص ينتمي إلى الحركات الدينية المتطرفة يدعو إلى الإساءة إلى الرموز والطقوس الدينية وكذلك الدعوة إلى هدم المراقد المقدسة" في إشارة إلى جماعة المرجع الشيعي محمود الصرخي المعروف بخلافه مع المراجع الدينية يتقدمهم آية الله السيد علي السيستاني.
وأشار الجهاز إلى أنه "قد جرى تدوين أقوال المتهم أصولياً وإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة" بحقه من دون توضيح اسمه أو مهنته التي أشار ناشطون إلى أنه خطيب جامع تابع للصرخي في المحافظة.
الصدر يتوعد
ومن جهته أمهل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المرجع محمود الصرخي ثلاثة أيام للتبرؤ من دعاة تهديم قبور "الأولياء والأئمة المعصومين" مطالباً مجلس النواب بإصدار قانون يجرم ذلك فوراً.
وقال الصدر في بيان تابعته "إيلاف" إن "بعض من ينتمون بالتقليد إلى الصرخي يحاولون إدخال بعض العقائد المنحرفة إلى المذهب (الشيعي) وآخرها ما صدر من إمام حجة لهم في محافظة بابل الذي طالب بهدم القبور".
المرجع الشيعي محمود الصرخي الذي أغلقت الشرطة جميع مقراته وحسينياته الاثنين 11 أبريل 2022 (فيسبوك)
وقال الصدر إن "بعض ممن ينتمون بالتقليد إلى "الصرخي" ولا أعلم بأنه على علم بذلك أم لا ممن يحاولون ادخال بعض العقائد المنحرفة إلى المذهب الشريف والعقيدة الجعفرية.. وآخرها ما صدر عن امام جمعة لهم في محافظة بابل، وذلك بالمطالبة بهدم القبور: قبور الأولياء والمعصومين سلام الله عليهم أجمعين".
وقال "من هنا فإني انتظر من الصرخي التبرؤ من هذا المجرم الزنيم خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام.. وإلا فإنني أجد نفسي ملزما بالتعامل معهم ومع أمثاله بما يمليه عليّ ضميري وديني ومذهبي ووفقاً للشرع والقانون والعرف الاجتماعي المعقول".
الشرطة تغلق حسينيات ومكاتب الصرخي
ومن جهته أمر قائد شرطة محافظة بابل اللواء خالد تركي الشمري مساء أمس بغلق جميع الحسينيات والمكاتب التابعة لأتباع الصرخي.
وقال الشمري في تصريح لوسائل إعلام محلية تابعته "إيلاف" أنه "أمر بغلق جميع الحسينيات والمكاتب التابعة لأتباع الصرخي حفاظاً على السلم المجتمعي".
تظاهرات غضب وتفجير مكتب للصرخي
وقد فجر مجهولون مقراً للصرخي من دون وقوع خسائر بشرية فيما انطلت ليل الاثنين تظاهرات استنكار لدعوة هدم قبور أهل البيت في محافظة بابل ومحافظات جنوبية أخرى بينها البصرة وذي قار.
ونظّم أهالي الحمزة الغربي في محافظة بابل وقفة استنكارية ضد الخطبة لتابع لمرجعية الصرخي التي اعتبر فيها بناء مراقد دينية ومراسيمها "أمر لا أصل له" داعياً الى هدمها.
خطيب الجامع يواجه السجن
وإثر اعتقال الخطيب فقد أوضح الخبير القانوني العراقي علي التميمي أن عقوبة خطيب جامع الفتح في بابل الذي دعا إلى هدم قبور أهل البيت تصل الى السجن ثلاث سنوات.
وأشار التميمي في بيان تابعته "إيلاف" إلى أن "قانون العقوبات يعاقب بالحبس ثلاث سنوات في مادته 372 التي ينطبق عليها المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب لأن دعوته يراد منها الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار المجتمعي".
وبين أن "القول الفصل في القضية سيكون لمحكمة التحقيق وهذه الجريمة تسمى المساس بالرموز الدينية والعقائد والقيم المجتمعية وهذه عقوبة الخطيب والصرخي القانونية".
الصرخي لنظام شيعي
وتشير الموسوعة المعرفية ويكيبيديا إلى أن محمود الصرخي الحسني من مواليد الكاظمية في بغداد عام 1964 ويقيم في كربلاء هو مرجع ديني من طائفة الشيعة الاثني عشرية وهو مجتهد او فقيه خبير في الشريعة الإسلامية ويحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة بغداد .. وعرف بدعوته للدولة المدنية وسعى إلى إقامة علاقات طيبة بين السنة والشيعة في وقت كان الـتوتر الطائفي يطغى على المشهد العراقي خاصة بين عامي 2006 و2008 وأفتى بحرمة الدم العراقي ودعا إلى مشروع للمصالحة والمسامحة.
وفي السابع من تموز/يوليو عام 2014 خلال ولاية نوري المالكي على رئاسة الحكومة اشتبك أنصار الصرخي مع القوات الأمنية التي هاجمتهم بالمروحيات في محافظة كربلاء الشيعية
واندلعت الاشتباكات إثر رفض الصرخي القيادة الدينية والروحية التقليدية لشيعة العراق وبقية العالم التي مقرها في النجف والتي يقودها السيستاني.
وكان أتباع الصرخي قد اشتبكوا أيضاً مع القوات الأميركية مطالبين ببناء نظام حكم ديني شيعي في العراق لكن من دون السماح لإيران بامتلاك أي نفوذ في العراق.