إنها بديهيات ولکن مالعمل؟
سعاد عزيز
إنها بديهيات ولکن مالعمل؟
ليست العبرة في إعلان حقائق ساطعة تصل الى مصاف بديهيات بشأن تورط دولة في أمور وقضايا مشبوهة وخبيثة، لکن العبرة تکمن في مايجب العمل مع هذه الدولة وماهو الاجراء أو حتى الاجراءات التي يجب إتخاذها حيالها؟ ويبدو إن الذي يجري بين الولايات المتحدة الامريکية ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو بهذا السياق تماما خصوصا إذا ماتابعنا التصريحات والمواقف الرسمية الامريکية التي تٶکد بين الفترة والاخرى معلومات مختلفة عن تورط النظام الايراني في نشاطات مشبوهة وخبيثة في المنطقة والعالم.
المعلومات التي ذکرتها جنيفر جافيتو، نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون العراق وإيران في مؤتمر صحفي بخصوص إنه:" رغم أن النظام الإيراني يحاول إنكار المسؤولية عن الهجمات على القوات الأمريكية والائتلاف والدول في المنطقة، لكن بصراحة لا أحد ينخدع." وردا على سؤال حول استراتيجية إدارة بايدن للتعامل مع النظام وميليشياته في العراق، قالت نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون العراق وإيران جنيفر جافيتو: ” الولايات المتحدة قلقة للغاية من النفوذ الإيراني الخبيث، خاصة أنه يقوض استقرار وسلامة سيادة العراق ومؤسساته الوطنية. وكما رأينا بصراحة في الانتخابات، هكذا حال الشعب العراقي. هجمات المليشيات، بأخذ أوامرها من خارج العراق، تقوض الدولة العراقية وتعمل على زعزعة استقرار العراق والمنطقة، وعليها أن تتوقف.
هذه المعلومات التي صارت ليست معروفة لبلدان المنطقة والعالم بل وحتى مٶکدة ولاسيما وإنه لايقوم بتحريك أذرعه من الاحزاب والميليشەات التابعة له سرا وإنما علنا وهو يجهر بالقول من إنها مرتبطة به وتتفق معه على کل الامور، وکمثال بسيط على ذلك، فإن الامين العام لحزب الله لبنان، حسن نصرالله، أعلن لأکثر من مرة بأنه "جندي من جنود الولي الفقيه" في إيران.
هذه المسٶولة الامريکية وهي تتابع معترفة بأن:" المشكلة، هي أن إيران تواصل دعم الجماعات المسلحة التي تشن هجمات لتقويض جيرانها في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك مهاجمة القواعد العراقية حيث تتواجد القوات الأمريكية وقوات التحالف." لکن الانکى من ذلك عندما تضيف قائلة:" تحاول إيران نفي مسؤوليتها، لكن بصراحة لا أحد ينخدع. لا يمكن لإيران أن تصدق أنه يمكنها الاستمرار في ممارسة الدبلوماسية بيد بينما تنشر أو تدعم العنف باليد الأخرى. سنواصل توضيح ذلك في أي محادثات مع شركائنا في المنطقة."، وهنا ليس نتسائل فقط بل ونتوجه بالسٶال لهذه المسٶولة الامريکية والحکومة الامريکية من ورائها، إنه إذا ماکنتم تعلمون کل هذه البديهيات فلماذا لاتتصرفوا کما تصرفتم من قبل مع من کنتم تدلون بهکذا تصريحات بحقهم؟ ألا يکفي إصدار هکذا تصريحات من دون إتخاذ أية مواقف أو إجراءات في أعقابها؟