الـحـياة – الـخـوف والـعـزيمة
مجيد ملوك السامرائي
[*]
الـحـياة – الـخـوف والـعـزيمة
الخوف والخشية والحذر والتواكل والعزيمة والتصميم والاقـدام .... مفاهيم قديمة في ثوابتها ومتجددة في مظاهـرها . و مفهوم الخوف بمضمونه الاوسع قد رافق الانسان منذ ان خلق على الارض، فالرضيع يخاف جوعا فيسرع غريزيا نحو حليب الام واستمر ذلك لألاف السنين قبل ان يبداء التراجع نحو الحليب المصنع بنصح الاطباء او بدوافع الشركات او بتكاسل المرضعات.
بعـد الرضاعة تبداء رحلة الانسان مع الخوف المشروع وعـكسة الى النهاية، و باكورتة تأتي من التحذيرات المتكررة من اخطار الغرق او الحريق وغير ذلك من التجارب المباشرة.
ياتي تداخل الرعاية الاسرية غير المتوازنة بمختلف اوجهها و منها ما يتعلق بسرد الاساطير والقصص الخرافية ذات العلاقة بالخوف من الظلام والوحوش وغيرها الكثير، كما ان الصرامة المفرطة مع كل خطاء بدلا من التوجيه الايجابي، وكذلك ابعاد الابناء في الصغـر عن كل يدور خارج اسوار المنزل، كل ذلك هو ما سيقود لاحقا الى الخوف الشديد من ما سوف يواجهم من مواقف عـديدة في الحياة بجغرافـيتها الطبيعية والبشرية خصوصا بعد زوال ذلك الحرص/ الدلال لمختلف الاسباب، وهـكـذا يتم زرع اوجه الخوف تدريجا متناسين ان الطفل او الطفلة سوف يكونا احد اعمدة المجتمع في سنوات قصيرة لا تتجاوز العشرين سنة الـلاحقة .
بدخول المدارس يـبداء الخوف من مستوى النجاح او الرسوب ، اما في مواقع العمل المختلفة الخاصة او العامة فأن الخوف يستمر من المباشرة بالعمل الى التقاعـد والذي يرتبط بسلسلة من التحذيرات والعقوبات، وفي الحياة العامة يرتبط الحذر والتخوف من ما يسود في المجتمعات تاريخيا حول العالم من مختلف جرائم النصب والاحتيال والسرقة والقتل .
يرتبط الخوف لدى النساء اضافة لما تـقدم بالتوقع المتحفز من حصول مختلف الاعتداءات، العنف، تعـدد الزوجات، الطلاق، الترمل، مستقبل الابناء وكذلك الامراض. اما لدى الرجال فيرتبط الخوف بطموحات النجاح او الفشل المرتبطة بدورها بالعمل، المال، البـنون، النساء، والـقيادة بمختلف انماطها ومستوياتها ابـتداء من الزعامة الأسرية الى قـيادة الامبراطوريات.
هـكذا يـولــد ويـترعـرع الـــخوف مع ولادة الانسان يوما بعـد يوم وجيلا بعـد اخر عـبر كــافة مراحل التاريخ البشري، الا ان الانسان تــناسى بفعـل الجهل المطلق او التعامي المصطـنع لمجرى حـــياتـة ؛ المـقولــــة الخالدة بغـض النظر عن لغتها ولفظتها وصيغـتها الا وهـي؛ ]الحــكمة والاقــــدام[ بمعنى ( أعـقل وتـوكـل )، وبذلك ينبغي؛ العـزم العاقل والانطلاق الى الامام ما دارت الايام على حياة الانسان في كل مكان و اي زمان، مقرونا بفهم كامل لقوانين الطبيعة التي هي اصلا من صنع الخالق العظيم، حيث تفضي مخالفة تلك القوانين فـرديا او جماعـيا الى الخوف الشديد لدى الافـراد او المجتمعات بالكلية، وكما يحصل للبشرية الان في ازمة المناخ/ الاحتباس الحراري والناتج اساسا من مخالفة البشر لتلك القوانين بحرق كل ما متاح من موارد وبأفــراط لـتوليد الطاقــــة.بـــــــناء على ما تقدم فــلا خــوف مع الاسـتقامة الحكيمة المقرونة بالثقة العالية والعزيمة للانطلاق الى الامـــام عـبر الزمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[*] مجيد ملوك السامرائي ... جـغـرافـي/ كاتـب ومـؤلف وأستاذ جامعي. # ويكيبيديا .
[*]