المستحيل هو الاطمئنان للنظام الايراني
سعاد عزيز
المستحيل هو الاطمئنان للنظام الايراني
القمع الممنهج المتبع من قبل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية طوال ال43 عاما المنصرمة بصورة عامة ومنذ إندلاع الانتفاضة الشعبية الحالية بصورة خاصة، صار أمرا معروفا وواضحا للعالم کله خصوصا وإن هذا النظام يجاهر بمعاداته للقيم الانسانية والحضارية ويصر على إعتبار قيمه ومفاهيمه القرووسطائية أفضل ضمانة لحقوق الانسان، وحتى إنه يعتبر الترکيز على إنتهاکاته لحقوق الانسان بمثابة تدخل في شٶونه.
القمع الممنهج وماقد إرتکبه ويرتکبه هذا النظام بحق الشعب الايراني، ليس المشکلة الوحيدة لهذا النظا مع الاعتراف بأهميته القصوى، إذ الدور والتأثير السلبي لهذا النظام يتجاوز حدوده وإن ماقد قام ويقوم به من تدخلات سافرة في بلدان المنطقة نموذج صارخ بهذا السياق رغم إن الدور والتأثير السلبي له لايتوقف عند هذا الحد أيضا، فهو يلعب دوره السلبي في کل مناطق التوتر في العالم، ولذلك من الخطأ إعتبار إن هذا النظام يشکل تهديدا وخطورة للشعب الايراني بل إنه يشکل تهديدا وخطرا للعالم أجمع.
موضوع الطائرات المسيرة الايرانية التي تستخدمها روسيا والتي لعبت دورا کبيرا في شن هجمات على مناطق کثيرة في أوکرانيا وإلحاق أضرار فادحة بها، هذا الموضوع أصبح قضية دولية مطروحة بحد ذاتها، ومع ملاحظة إن النظام الايراني قد سبق وإن أعلن حياده في الحرب الجارية بين روسيا وأوکرانيا، ولکن موضوع هذه الطائرات المسيرة وتواجد کوادر وخبراء إيرانيين في روسيا لمساعدة الجيش الروسي في حربه تکشف کذب وزيف الحياد الايراني.
کما إن قيام النظام الايراني بتنفيذ مخططات جاسوسية وإرهابية ضد العديد من دول العالم الى جانب قيامه بشن هجمات ألکترونية ضد مٶسسات وشرکات عالمية بالاضافة الى تورطه مع عصابات المافيا من خلال الحرس الثوري الذي توجه إليه التهم بضلوعه في عمليات الاتجار بالمواد المخدرة، کل هذا وأمور وقضايا أخرى، تٶکد إن المستحيل إذا کان له وجود فإنه يتجلى في الاطمئنان لهذا النظام.
الکذب والخداع والتمويه الذي يمارسه هذا النظام على کافة الاصعدة ويسمح له إعتمادا وإستنادا لمفاهيم دينية متطرفة بأن يبيح لنفسه إرتکاب کل أنواع المحظورات، تجعل من السذاجة الثقة بهذا النظام وحتى إن بعضا من الدول الاوربية عندما شرعت بالطلب من رعاياها بعدم السفر لإيران لکي لايتعرضون للإعتقال التعسفي، يعطي إنطباعا واضحا بأن العالم صار يدرك مدى خطورة هذا النظام والى أي حد يتمادى في إحتياله وتزييفه وتحريفه للحقائق من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة.