السنة الجديدة / الحلقة الثانية
د. طلعت الخضيري
ألسنه الجديدة/ الحلقة الثانية
ألمقدمه
أود أن أنوه أن ما أقدمه في هذه الحلقات هو ترجمتي لروايات كتبت باللغه الأنجليزيه ولم يذكر معها اسم المؤلف عند نشرها بتلك اللغه وقد سبق أن نشرت ترجمه واختصار كتب باللغه الفرنسيه نشرتها في مجله الگاردينيا مع ذكر أسم المؤلف.
--------------------------
لم يكن باستطاعه السيد لو الا أن يذعن لطلب زوجته. ذهب صباح اليوم التالي يسأل جيرانه وأصدقائه أن يقرضوه بعض النقود ، ولكنه وجد أنه هناك كانت لديهم مشكله وهي أنهم يعتقدون أن أعطاء أي قرض خلال أيام العيد سيجلب لهم النحس طول ايام السنه القادمه وكان الكل مشغول بتحضير طعام العيد واستقبال ألسنه الجديده ، لذلك رفضوا جميعا مساعدته فعاد الى بيته يخبر زوجته بما حدث.
في تلك الليله عندما اوى السيد لو وزوجته الى الفراش ، لم يستطيعا النوم من شده الجوع ، ولولت الزوجه:
- يجب عليك أن تعمل شيئا ، لدي فكره جيده ، ان المزارع حولنا تملأ أرضها ألبطاطه، ألا نستطيع أن نحصل على بعضها؟
- اننا لا نملك تلك المزارع لنستخرج منها البطاطه ، هل تريدين مني أن أسرق؟
- لا ، بل لنقول اننا نقترض ذلك، أذهب اذن واقترض تلك البطاطه من مزارع جيراننا.
- ولكنني لا أستطيع فعل ذلك يا عزيزتي.
- اذن أنك تستطيع أن تدعنا نموت جوعا. أجهت الزوجه بالبكاء كما لم تبكي أبدا في حياتها ، وهكذا اضطر السيد لو الى تقبل الفكره ، وسيقوم باقتراض البطاطه من المزارع التي حول بيته.
- في الليله التاليه حمل السيد لو سلته ومشى متجها الى مزعه قريبه ، صاحبتها ألسيده (لاو )وأبنها الوحيد ألصبي (باو ). كانت السيده تعلم أن ليله العيد هي موعد قدوم السراق لسرقه البطاطه من أرضها مستغلين انشغال الجميع بتحضيرات العيد . نصبت خيمه صغيره في مزرعتها وطلبت من ابنها باو المكوث في تلك الخيمه وحراستها .هكذا جلس ابنها في الخيمه تلك الليله وأخذ يراقب ما يجري خلال اتلك الليله.
مضت عده ساعات بهدوء و بدأ النعاس يداعب جفون الصبي وهو يراقب ماحوله في ذلك الضلام الدامس . بعد ساعات سمع صوت منخفض بالقرب منه ، دقق النظر في الضلام ، رأى شخصا يمشي ببطىء حول المزرعه ثم اتجه بعد ذلك الى معبد صغير مقام قرب مدخل المزرعه وبه تمثال صغير لبوذا ثم وقف الرجل أمامه يصلي . ذهب الصبي واختفى خلف المعبد وبدأ يصغي لما يقوله الرجل ويتعرف على هويته . تفاجأ الصبي عندما شخصه ولم يكن الا استاذه في المدرسه ألسيد لو . أستغرب الصبي مما يحدث وأخذ ينتظر ما سيجري ثم استمع الى أ ستاذه وهو يخاطب تمثال بوذا:
(سيدي بوذا ، أتوسل اليك أن ترشدني الى ماذا يجب أن أفعل؟. ).
وأخذ يسرد أمام التمثال مشكلته ثم نشر أمام قدمي التمثال أعوادا ليعلم هل أن بوذا يوافق أم لا على فعلته وكانت بعض الألواح قد كتب عليها (نعم ) ، والبعض الآخر( لا )، وستكون أجابه بوذا لتوسلاته هو ما كتب على أقرب عود يصل أمام أقدام التمثال، ووقف ينتظر الأجابه . كانت الأجابه على سؤاله ، أن رمى ألصبي باو، ضاحكا ، أمام قدم التمثال عودا، كتب عليه( نعم) ، في الحصول على البطاطه من تلك المزرعه.
أصابت الفرحه ألمعلم المسكين فأخذ يتلو صلاته أمام التمثال ويهمس ( شكرا ياسيدي بوذا ، لقد هديتني الى الجواب الصحيح، أنني سأقترض البطاطه الآن و سأعيد مبلغها الى السيده صاحبه المزرعه عندما تكون لدي النقود). قبل الأرض أمام نصب بوذا ثم توجه ألى المزرعه ليقلع البطاطه.
تعجب الصبي وأخذ يضحك وهو يفكر بمعلمه ألذي دفعته الحاجه لأن يقوم بالسرقه.
اختبأ الصبي خلف شجيره يراقب ما سيحدث . رأى أستاذه يحاول حفر التربه لأخراج البطاطه ، ولكنه لايجيد ذلك العمل ويحاول ببطىء أخراج البطاطه من التربه بدون فائده تذكر.
فكر الصبي بمساعده ألرجل المسكين ، فقام هو يحفر الأرض بسرعه واستخرج الكثير من البطاطه ثم رمى كل ذلك ألى الأعلى لتتساقط على رأس المعلم المسكين وعلم الرجل أن بوذا قد استجاب لطلبه وهداه تلك الكميه من البطاطه وأن بوذا هو الذي أخرجها له من الأرض ورماها على رأسه . أصابته فرحه كبيره وأخذ يهتف(شكرا سيدي بوذا على مساعدتك لي ،ولولا تلك المساعده ، لما استطعت الحصول على واحده منها) وهكذا حمل سلة البطاطه وسار فرحا ألى بيته.
(وألى اللقاء يوم الأثنين المقبل لنعلم ما سيحصل للسيد لو ولزوجته)