قصة قصيرة / معجزات حقيقية - معجزة رقم ٤ (ضيوف من بغداد)
بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة /معجزات حقيقية - معجزة رقم ٤ (ضيوف من بغداد)
وقعت احداث هذه القصة عام 1978 حين كنت اسكن مع زوجتي بمنطقة شبربوش في لندن واليكم القصة بدون اي زيادة او نقصان:
في يوم من الايام رن جرس الهاتف فرفعت السماعة لاسمع صوت رجل عَرّف نفسه باسم نامق وقال انه يتصل من بغداد وانه صديق لعائلة زوجتي لذلك استدعيت زوجتي لتتحدث اليه على الهاتف. ولما توقفت عن الكلام امسكت بالسماعة وسألتني قائلةً،
زوجتي : لقد اصيبت زوجة العم نامق بسرطان الحنجرة وتود المجيء الى هنا لغرض العلاج. فهل بامكاننا مساعدتها؟
- اجل بالتأكيد، يجب علي ان اسأله بعض الاسئلة، اعطني السماعة لو سمحت.
اخذت سماعة الهاتف من زوجتي وسألت الرجل عن حالتها فاخبرني بان اطباء العراق شخصوا مرض السرطان لدى زوجته لذلك تريد المجيء الى لندن لتخضع للعلاج بلندن بدلاً من بغداد. طلبت منه ان يأتيا باقرب فرصة ممكنة لان الوقت هنا عامل مهم للغاية بمثل تلك الحالات. وطلبت ايضاً ان يجلب معه جميع التحاليل وصور الاشعة وتقارير الاطباء.
بعد مرور يومين تلقيت من نفس الشخص مكالمة هاتفية جديدة يخبرني فيها بانهما سيصلان الى مطار لندن خلال اربعة ايام فاخذت منه موعد الوصول ورقم الرحلة وما الى ذلك. وبعد اربعة ايام وقفت مع زوجتي في مطار لندن ننتظر وصول الزوجين من العراق. كان نامق في عقده الخامس بينما كانت زوجته تصغره بعشر سنين تقريباً لكن الصادم في الامر انه من الوهلة الاولى كان يطلق العنان لنظراته وهي تروم على الشقراوات في المطار بشكل مخجل جداً. بعد ان انتهينا من الترحيب بهما ركب الجميع سيارتي ورجعنا بها الى شقتنا في منطقة شبربوش. وحينما انتهينا من تناول وجبة الغداء وتبعه الشاي المهيل بدأت انا بالحديث لما سألت،
- الا اخبرتيني يا اخت حياة عن حالتك بشكل مفصل؟
حياة : انا ام لطفلين واعمل موظفة في احدى الوزارات الحكومية. لقد كنت اعاني من الم في حلقي لفترة طويلة. لكنني لم اعير لذلك اهمية كبيرة إذ كنت اعتقد ان المشكلة ستزول تلقائياً. بقيت هذه الحالة تزداد سوؤاً وتتفاقم حتى قررت ان اعرض نفسي على طبيب. قرر الطبيب ان يجري الكثير من التحاليل لانه كان يشك بورم خبيث. وبعد ان تأكد من وجود الورم الخبيث قرر ان يبدأ بعلاج مزدوج من كيمياوي واشعاعي. لكنني اصبت بالهلع فاخبرت زوجي بانني اريد ان اتعالج بلندن لانني ادخرت بعض المال لحالات الطوارئ. لذا اتصلنا بكما وها نحن هنا كما طلبتما منا.
- اختي حياة هل احضرت معكِ جميع التقارير الطبية والمخبرية وصور الاشعة التي اجريتيها ببغداد؟
حياة : بالتأكيد، احضرت معي كل ما يلزم من نتائج الفحوصات المخبرية والصورية وتقارير ثلاثة من اشهر اطباء السرطان في بغداد.
- وانا بدوري قمت باخذ موعد من مستشار طبي في لندن وعيادته في شارع هارلي الشهير للاستشاريين. هذا المستشار متخصص بالاورام الخبيثة وسوف يقوم بمقابلتك بعد عطلة نهاية الاسبوع اي بع ثلاثة ايام.
حياة : لكننا لا نتكلم الانكليزية فهل بامكانك ان تأتي معنا للترجمة؟
- طبعاً ساكون معكما وساقوم بالترجمة بكل ممنونية إذ سأخذكما سوية الى الطبيب يوم الاثنين.
لكنني صدمت من زوجها حين صرح بكل وقاحة،
نامق : ولماذا اتي معكما؟ بما ان زوجتي حياة هي المريضة وانت السائق والمترجم فانتما سوف لن تحتاجا اليّ.
قالها وكأنه يريد ان يخفف دمه بمزحة باردة فاجبته،
- هذا صحيح ولكن، الست قلقاً لتعرف تطورات العلاج لزوجتك؟ وانتَ، ماذا لديك؟ اين ستكون عندما نذهب نحن للطبيب؟
نامق : انا اعلم انكَ ستكون اهلاً للمهمة وستأخذها للترجم كما ينبغي. اما انا فسوف ازور ابن عمي مهند.
- ولكن حسب علمي فابن عمك لا يسكن بلندن بل بشمال بريطانيا اي حوالي 8 ساعات بالقطار عن لندن. انه ليس قريباً منا.
نامق : اعلم ذلك، لذا ساترك امر متابعة علاج زوجتي كله بيديك الامينة يا احمد وساذهب انا لمهند.
- هذا جنون يا نامق، زوجتك مريضة، جائت للعلاج وانت تريد ان تزور ابن عمك في الشمال؟ وإذا ذهبت هناك فكم ستبقى عنده؟
نامق : بضعة ايام فقط لا غير.
- وما رأيكِ انت يا اخت حياة؟
حياة : دعه يذهب اينما يشاء فهو لم يكترث بمرضي كثيراً. لذا جاء معي الى بريطانيا فقط لانه يريد الاستمتاع بالرحلة.
- لا، لا اصدق ذلك.
نامق : اسمع يا احمد اريدك ان تأخذني الى محطة القطار غداً كي اذهب لزيارة ابن عمي. هذا قراري النهائي.
وعندما اختليت بزوجتي في غرفة النوم سألتها،
- ما هذا الشخص السافل؟ زوجته تشارف الموت وهو يريد الذهاب لزيارة ابن عمه. هل تصدقي ذلك؟
زوجتي : هو دائماً بهذا الشكل. لا يكترث لشيء ابداً ويأخذ الدنيا هزل ومزاح . دعه يذهب اينما يشاء.
شعرت وقتها ان زوجتي قد اصيبت بالخجل من تصرفات ذلك الوغد فسألتها،
- ولماذا لم تخبريني عنه من قبل؟
زوجتي : نحن نستضيف زوجته فقط ونقدم لها خدمة انسانية. لذلك دعه يذهب اينما يريد وسنقوم نحن بتولي كل شيء.
- أتقصدين ان كاهل المسؤولية كلها ستسقط فوق رأسي؟
زوجتي : انا اعلم انك تحب عمل الخير. وبما انك في اجازة الصيف والكلية سوف لن تفتح ابوابها الا بعد شهر فما الضير ان تقدم يد المساعدة لهذه المسكينة ؟
- حسناً دعه يذهب للجحيم. ساخذه غداً الى محطة يوستون للقطارات وابعثه الى ابن عمه مهند.
باليوم التالي وبعد تناول وجبة الافطار خرجنا انا والروميو نامق بسيارتي متجهين الى محطة القطار. وفي الطريق سألني،
نامق : لماذا تريد الامساك بي يا رجل؟ لقد وعدني ابن عمي مهند ان يعرفني على شقراوات جميلات فور وصولي الى مدينته.
- أليس لديك اي فضول حول نتائج فحوصات زوجتك او سير علاجها هنا بلندن؟
نامق : اسمع مني يا احمد، زوجتي ستموت، ستموت لا محال. وبما انني متزوج من زوجتين فستبقى لي زوجتي الثانية (سپير) اي انني سوف لن احتار لان سريري سوف لن يبقى خالياً.
- اهذا كل ما يهمك يا نامق؟ الا تفكر بان زوجتك هي ام طفليك؟ ومن سيعتني بهما بعد رحيل الام؟
نامق : زوجتي الثانية طبعاً. وان لن تفعل ذلك فسوف اتزوج عليها من جديد واشترط على الجديدة ان تربي اطفالي.
- امرك عجيب حقاً.
وضعت ذلك الرجل الغريب الاطوار بداخل القطار المتجه الى الشمال ورجعت ادراجي الى البيت.
بعد انتهاء عطلة نهاية الاسبوع خرجت مع المسكينة حياة متجهين الى شارع هارلي. ولما وصلنا هناك وجدت موقفاً لسيارتي بعد شق الانفس ثم مشينا حتى وصلنا الرقم 4 فدخلناه ليقابلنا سلم يأخذنا الى الطابق الاول. هناك رأينا فتاة في العشرينات من العمر تجلس وراء منضدة لتسألني عن اسم المريضة. وما هي الا دقائق وجائت لتخبرنا ان المستشار يدعونا للدخول اليه. فدخلنا عيادة المستشار التي كانت تحتوي على مكتب متواضع وسرير فحص وبعض الاضواء، وكاشف لصور الاشعة. كان المستشار بالستينات من العمر. وقف ورحب بنا بشكل لائق ثم جلسنا جميعاً ليسأل،
المستشار : الا اطلعتيني عن حالتك يا سيدة حياة؟
فتطوعت انا بالجواب إذ قلت،
- السيدة حياة لا تتكلم الانكليزية لذلك ساقوم انا بالترجمة. انها تخبرك بانها ام لطفلين وقد اصيبت بالم في حلقها لكنها اهملته بالوهلة الاولى ثم تفاقمت حالتها لذلك قررت استشارة طبيب ببغداد. اخضعها الطبيب لفحوصات مخبرية مكثفة لكن جميعها كانت ايجابية وتشير الى انها كانت مصابة بسرطان الحنجرة. بعدها اخذت رأي ثاني وثالث من اطباء آخرين فكانت نفس النتيجة.
المستشار : هل احضرت معها جميع النتائج؟
- اجل، هذه تقارير ثلاثة من افضل اطباء العراق. وهذه صور الاشعة، وهذه نتائج مخبرية اخذت على عدة مراحل زمنية.
قرأ المستشار تقارير الاطباء المكتوبة بالانكليزية ثم تفحص التقارير المخبرية. بعدها وضع صور الاشعة على الكاشف الضوئي وصار يتفحصها بشكل معمق. وعندما انتهى من النظر بجميع التقارير طلب من حياة ان تجلس على سرير الفحص وطلب منها فتح فمها وصار يتفحصه عبر ناضور ضوئي خاص. ولما فرغ من كل ذلك رجع الى منضدته وطلب منا الجلوس امامه حين قال،
المستشار : التقارير كلها تشير الى اصابتها بسرطان الحنجرة لكنها جميعاً قديمة ومضى عليها فترة شهرين على الاقل، لذلك فانا ساطلب من السيدة حياة ان تجري المزيد من الفحوصات المخبرية هنا بلندن والتي اثق بها كثيراً لانني اتعامل معها منذ اكثر من 30 سنة. وكذلك اريد ان اقف على مدى تطور الاورام منذ تلك الفترة.
- هل هناك امل في شفائي يا دكتور؟
المستشار : سوف لن اتمكن من الاجابة على هذا السؤال قبل ان ارى نتائج التحليلات الجديدة التي ستخضعي لها هنا بلندن.
- واين تقع المختبرات يا دكتور؟
المستشار : انها بنفس هذا الشارع، اي شارع هارلي ولكن برقم 27. ساتصل بهم فوراً على الهاتف وسوف يجرون لكِ الفحوصات اللازمة على جناح السرعة لحساسية حالتكِ. فقط بعد الاطلاع على نتائج التحليلات الجديدة ساتمكن من اصدار حكم نهائي بالموضوع.
- شكراً لك يا دكتور. سنتجه فوراً الى المختبر ثم نعود اليك.
المستشار : لا ليس من الضروري العودة الى هنا ثانية، فالفحوصات ستتطلب يومين كي تكون جاهزة. بعدها سترسل اليّ ثم نتقابل ثانية لاخبركم بالنتيجة.
- شكراً لك يا سيادة المستشار.
خرجنا من عيادة المستشار ومشينا بنفس الشارع حتى وصلنا الى رقم 27. فور وصولنا هناك استقبلتنا سيدة ترتدي صدرية بيضاء لتسألنا عن اسم المريضة ثم ادخلتنا صالة الانتظار تلتها اجرائات الفحص. بعدها اخبرتنا ان نتائج الفحص سترسل مباشرة الى السيد المستشار عند جهوزيتها. ركبنا سيارتي ورجعنا بها الى بيتي فوجدنا وجبة عراقية دسمة تنتظرنا هناك الا ان السيدة حياة كانت مغشاة بالحزن ولم تتمكن من تناول الكثير من الطعام. بقيت جالسة صامتة تنتظر الفرج من رب العالمين. وبالرغم من محاولات زوجتي الحثيثة للتفريج عنها الا انها بقيت بحالتها الحزينة حتى انقضت فترة الانتظار.
وجاء موعدنا لتلقي نتائج الفحوصات. ركبت حياة معي بالسيارة وهي تقرأ السور القرآنية وتصلي بينما التزمت انا الصمت وقلبي يتقطع على حالة تلك المسكينة التي تواجه الموت. قدت سيارتي لكن الله لطف بنا بذلك اليوم إذ استطعت ان اجد موقفاً ملائماً لسيارتي امام عيادة المستشار تماماً فقلت لها،
- ها قد وجدت موقفاً ملائماً لسيارتي. لقد سهل الله لنا المهمة وربما هذه اشارة من عنده.
حياة : ان شاء الله.
دخلنا عيادة المستشار بالوقت المحدد فاستقبلتنا سكرتيرته وادخلتنا فوراً الى العيادة. رحب بنا بطريقته المعتادة واشار لنا بيده كي نجلس امام منضدته إذ بدأ حديثه،
المستشار : لقد وصلت النتائج المخبرية جميعها. كلها تشير الى ان حنجرتها Malignant.
قلت وقتها،
- انا آسف يا دكتور فهذا المسطلح لم يمر علي من قبل ماذا تقصد؟
المستشار : اقصد ان هناك ورم سرطاني مؤكد وقد تفاقم وسار نحو الاسوأ منذ ان اخذت لها الفحوصات ببلدها العراق.
فبدأت اترجم... ثم سألت،
- وهل هناك علاج لحالتي؟
المستشار : اجل بالتأكيد ولكن نسبة نجاحها حوالي 10%
ترجمت ما قاله الطبيب وفرحت جداً لاقول لها،
- يا حياة هذا خبر سار. فالمستشار يقول ان لديك امل 10% بالشفاء.
حياة : لا يا اخي احمد، هذه النسبة ضئيلة جداً ولا تستحق المجازفة. فانا احضرت معي ما ادخرته طوال عمري لاتعالج به فقط كي اعيش من اجل اولادي. وبما انها ضئيلة لا تذكر فانا افضل العودة الى بغداد واموت بينهم ولاترك لهم ما وفرته من مال فابوهم سوف لن يهتم بهم بالشكل المطلوب.
- انه ليس من شأني ان اقرر بدلاً عنك لكنني اعتقد ان النسبة جيدة وتستحق المجازفة لانك قطعت مسافة كبيرة من بغداد الى هنا بهدف العلاج.
حياة : كلا، لقد اتخذت قراري القاطع يا اخي احمد ساعود الى بغداد لاموت بين اولادي.
قمت بترجمة ما قالته للمستشار فايدها وقال انها اتخذت قرارها بناءاً على معطيات حياتها وليس لاحد الحق في ثنيها عن القرار.
- وكم تعتقد ان لدي من الوقت قبل ان اموت يا سيادة المستشار؟
المستشار : من الصعب التحديد ولكن لا اعتقد انها تزيد عن اربع او خمسة شهور.
خرجنا من عيادة المستشار ونحن محبطون حزينون وقد تعززت جميع الفحوصات والتشخيصات التي اجرتها بالعراق واصبح موتها مسألة وقت لا غير. ركبنا سيارتي فقالت،
حياة : اخي احمد انا اشكرك على كل ما قدمت لي انت وزوجتك من مساعدة. والآن هل بامكانك ان تأخذني الى الخطوط الجوية العراقية كي احجز لرحلة العودة؟
- لماذا لا تنتظرين عودة زوجك نامق. ربما ستعودان الى بغداد سويةً.
حياة : لا، هو لن يعود بهذه السرعة. فقد وجد ضالته هناك لدى ابن عمه.
- دعينا نعود للبيت إذاً وسنتصل به من هاتف المنزل كي نخبره بنيتك للعودة.
رجعنا اى بيتي حيث كانت زوجتي في انتظارنا. اخبرناها بالخبر الصادم فتألمت كثيراً. وبعد ان تناولنا وجبة الغداء اتصلت بهاتف مهند ابن عمه وطلبت التحدث مع نامق فاستلم السماعة لاقول له،
- اخي نامق، لقد تسلمنا اليوم نتائج التحليلات وقد تأكد وجود ورم سرطاني بحنجرتها.
فسألني بكل صفاقة،
نامق : ومتى ستموت؟
- اخبرنا المستشار انه سيكون خلال بضع شهور. وانت يا نامق، متى ستعود الى لندن؟ فالاخت حياة تريد العودة الى بغداد باسرع وقت ممكن.
نامق : كنا نعرف النتيجة قبل المجيء الى هنا. دعها تعود وحدها إذاً فانا سابقى هنا عند ابن عمي وساعود لاحقاً.
لم اتمكن من مواصلة الحديث مع هذا الانسان الفارغ فاغلقت الهاتف بوجهه. نظرتْ اليّ زوجته فقالت،
حياة : الم اخبرك عن قرار نامق؟
- اجل لكنني تصورت انه سوف يخجل قليلاً ويعود الى لندن كي يصطحبك الى بغداد. لكن يبدو انه جاء الى هنا لغرض مغاير تماماً.
حياة : دعه يبقى في مكانه. ارجوك اخي احمد احجز لي غداً باقرب رحلة.
- حسناً، سنذهب غداً الى مكتب الخطوط بريجينت سكوير.
وفعلاً ركبنا سيارتي باليوم التالي وحجزنا للسيدة حياة الرحلة الى بغداد. وما هي الا ايام وودعناها انا وزوجتي بمطار هيثرو لتعود وحدها الى ارض الوطن. اما زوجها نامق فاتصل بي هاتفياً بعد اسبوعين من رحيل زوجته وطلب مني ان استقبله في محطة القطار لاخذه الى مطار هيثرو الا انني اخبرته بانه يستطيع الذهاب وحده باستئجار سيارة تكسي.
وانتهت القصة هنا. لكنكم ستتساءلون بحيرة، اين هي المعجزة؟ امرأة مصابة بالسرطان اتت لغرض العلاج فاخبروها ان سرطانها بمرحلة متقدمة وانها ستموت بعد فترة قصيرة فعادت الى بلدها كي تموت هناك مع اولادها. امر يحدث كثيراً.
حسناً ساخبركم عن المعجزة الآن، المعجزة هي كلتالي: انقطعت اتصالاتنا بتلك السيدة وزوجها تماماً بعد مغادرتها لندن. وبما انني انفصلت عن زوجتي بعد ذلك بسنين فلم اعرف متى وكيف ماتت حياة ومن الذي كان معها بلحظة وفاتها. لكن الصادم في الامر هو ان تلك السيدة اي حياة رجعت الى بغداد وكرست الايام الباقية من عمرها مع اولادها لكن الله شاء ان تشفى من مرضها دون أي تدخل طبي. لقد تصورتُ انها توفت بعد بضع شهور لكنني ولفرط دهشتي استفسرت عنها في عام 2018 من بعض اقاربها فتبين انها مازالت حية ترزق وان زوجها نامق هو الذي توفي بتلك السنة اي 2018. اليست هذه معجزة؟ وفي اللحظة التي اخط هذه السطور قد تكون حياة لاتزال على قيد الحياة. والعلم عند الله.
[size=32]...تمت...[/size]