فجير الابراج الكهربائية.. إبحث عن المستفيد
سحبان فيصل محجوب/ مهندس استشاري
تفجير الابراج الكهربائية.. إبحث عن المستفيد
على الرغم من عدم تدشين أو إنجاز اي مشروع من المشروعات العربية للربط الكهربائي مع العراق و التي تم الاعلان عنها لحد الان الا انه ومع ظهور الملامح الاولى لها بعد الانتقال الى مراحل التنفيذ على الأرض وعلى وجه التحديد ربط الشبكة الكهربائية العراقية مع الشبكة السعودية والأردنية حتى عادت مرة اخرى سلسلة جديدة من حالات تساقط الأبراج الحاملة لخطوط نقل الطاقة الكهربائية للمنظومة الوطنية في مناطق مختلفة . يمكن تحديد الأسباب التي تؤدي الى سقوط الأبراج الكهربائية بالتالي وهي
١- إنتهاء العمر الإفتراضي لها .
٢-تعرضها لسرقة قطعاً حديدية من هياكل قواعدها.
٣- العوامل الطبيعية ( عواصف ، سيول ..الخ )
٤- التخريب المتعمد.
لو إستبعدنا الأسباب الثلاثة الأولى لعدم وجودها في حالات إنهيار الأبراج مؤخراً فإن السبب الرابع ( التخريب المتعمد ) كان وراء حدوث ذلك في المناطق المذكورة آنفا ً، و على وفق القاعدة البديهية التي تنص على ( إبحث عن المستفيد من الجريمة تعرف من هو الفاعل) ، فإن الدلائل تشير إن مصلحة طرفاً ما ينوي الاستمرار بالإستفادة من الوضع القائم في عجز المنظومة الكهربائية العراقية من الايفاء بمتطلبات تجهيز التيار الكهربائي الى مرافق المجتمع العامة والمواطنين والتصدي بكل ما هو متاح له من وسائل لإيقاف المشروعات التي تساهم في معالجة أسباب الأزمة الكهربائية المستفحلة ضمانا ًلتحقيق مصالحه المادية الكبيرة والتي تعد تبديداً واضحاً للثروات الوطنية وبوسائل غير مشروعة ،
إن توالي حوادث سقوط الابراج وبفعل أعمال تخريبية مبرمجة تشير الى إنها رسائل تهديد واضحة موجهة تهدف الى إنصراف الأطراف ( العربية والأقليمية ) عن تقديم إمكانات محددة تدعم المنظومة الكهربائية في العراق .مليارات دولارية تدفقت الى إيران على وفق إتفاقيات بائسة لسداد قيمة تزويد العراق بالطاقة الكهربائية عبر ربط كهربائي مناطقي بوساطة أربعة خطوط نقل بجهد ١٣٢ كيلو فولت وكذلك تجهيز العراق بكميات من الغاز والتي يعتمد عليها في تشغيل العديد من محطات توليد الكهرباء في المنظومة الوطنية وبنسبة كبيرة.
إن ما يضمن إستمرار حالة الابتزاز هذه هي خلق عوامل الإضطرار في الإعتماد على ماهو قائم الآن ولابد أن يقوم الطرف المستفيد من تحريك أدواته لتعطيل فعالية أي طرف متاح ليكون بديلاً عنه ، فكان عليه إحداث تشوهات فنية متعمدة في شبكة نقل الكهرباء العراقية كوسيلة رخيصة لإعاقة أو إجهاض المحاولات الجادة للخروج من أزمة الكهرباء وإنهاء تداعياتها القائمة .