صنع في كوردستان.. فتاة ووالدها يعيدان ثقة الناس بالأدوية الكوردية
شفق نيوز/ من الغريب أن تشتري دواءً من صيدليات كوردستان وتجد في علبتها التعليمات مكتوبة باللغة الكوردية ما يعتبر امرا جديدا بالنسبة للمستهلك الكوردي، فهو لا يحتاج الى احد بعد الآن ان يشرح له كيفية استخدام الدواء.
يدير رجل وابنته شركة ادوية عملاقة في كوردستان تحمل اسم "آوا ميديكا" وقد خصص لإنشائها أكثر من خمسين مليون دولار وتملأ منتجاتها صيدليات الاقليم.
الشركة كوردية مختصة بصنع الادوية في مدينة اربيل وتزود الأسواق بـ (136) نوعا من الأدوية وهناك (80) نوعا آخر قيد الانتاج.
وتدار الشركة من قبل الدكتور بارام رسول وهو بروفيسور في مجال الادوية وهي نقطة مميزة للشركة لان مشاريع الاعمال ليست بمعزل عن الاختصاص.
وتدير زوان ابنة الدكتور بارام قسم التسويق في الشركة وهي متخصصة في مجال التسويق وتقوم بتصميم علب جميع الادوية وكتابة الليفليتات باللغة الانكليزية.
ويأتي إنشاء المصنع كما تقول زوان بعد أن طلب من والدها العودة الى كوردستان لإنشائه في عام 2004 "نظرا لوجود مشكلة كبيرة في توفير الأدوية".
واستغرقت عملية انشاء المصنع خمسة أعوام وتم افتتاح آوا ميديكا في عام 2009 وبعد شهرين من ذلك بدأت بتزويد السوق بأدوية آوا ميديكا والتي تسمى بارازار وتشتهر آوا ميديكا ببارازار وهو مسكن للألم ويقوم بدور الباراسيتول.
وتقول زوان: "كنا لفترة طويلة نصنع أربعة انواع من الأدوية فقط حيث اردنا التأكد من جودته فصنع الأدوية ليس كأي شيء آخر لأنها تتعلق بحياة الناس بشكل مباشر وهي اما ان تشفيك او تقتلك".
لتوسّع مثل هذا المصنع أهميته بالنسبة لكوردستان، الاقليم الذي فقد فيه الناس الثقة بالادوية، فيما تعترف المؤسسات الصحية الرسمية بوجود أدوية مهربة تصل الى اسواق كوردستان لا يعرف بوضوح اضرارها وفوائدها.
ويتحدث الصيدلاني كارزان علي حسن من مجموعة هوز التي تملك عددا من الصيدليات في الاقليم والعراق يتحدث بفخر عن منتجات المصنع ويقول: "لا اعتقد ان هناك شركة في جميع انحاء العراق تنتج الأدوية بتلك الجودة والسعر المناسب".
وقال كارزان ان "لم يكن الناس يثقون بالمنتجات العراقية والمحلية قبل ظهور آوا ميديكا وكانوا يريدون شراء المنتجات الاجنبية، اما الان وبعد ان جربوا منتجات آوا ميديكا فانهم يتجاوزون المنتجات الأوروبية ويشترون منتجات آوا ميديكا".
ويشدد مالكو آوا ميديكا خلال احاديثهم على الجودة كثيرا ويستدلون في ذلك على ان أدويتهم لا تباع في كردستان فقط وانما وصلت الى مرحلة تصديرها الى الخارج وتصدر الأدوية الآن الى إفريقيا عن طريق شركة سويدية كما ان لديهم عقودا مع الأردن فيما تعاقدوا مع شركة دنماركية لعام 2018.
وتقول زوان: "لدينا قدرة إنتاجية جيدة ويمكننا بالآلات التي نملكها إنتاج مليون و(500) الف قرص في الساعة الواحدة".
الشركة أنتجت في عام 2016 خمسين مليون علبة اقراص وكانت وزارة الصحة العراقية اكبر المتعاملين معها لدرجة أنها أرسلت كتاب شكر وتقدير للشركة، ويعمل حوالي (200) عامل في الشركة يوميا 15 في المئة منهم أجانب والباقون كورد.
وتتكون منتجات آوا ميديكا من المضادات الحيوية والمسكنات والمراهم والشراب وادوية الإمراض المزمنة فيما ستنتج خلال شهر آب (أغسطس) القادم الحقن والشاف وقطرات العين والانف والاذن.
ويعتبر الدكتور بارام رسول البروفيسور الكردي الوحيد الذي وجد دواءً لمرض ماء العين الاسود ويتم بيعه الآن من قبل شركة فايزر الامريكية.
ويقول الدكتور بارام: "هدفنا ليس تجاريا انما هو خدمة الناس فما يتم انتاجه لا يدخل فلس منه في جيب احد بل يعاد صرفه في توسيع المصنع".
وما يفرح زوان هو ترحيب الناس بأدوية آوا ميديكا حيث يتحدث كل من تلتقيه عن منافع منتجات الشركة وفوائدها.
وبخلاف العراق فان وزارة الصحة في الإقليم تشتري منتجات آوا ميديكا بقلة وحول ذلك تقول زوان: "مع الأسف ليس لدى وزارة الصحة في الإقليم نظام لشراء الأدوية لذلك تعاني المستشفيات الآن من مشكلة نقص الأدوية".
ويقول الدكتور خالص قادر المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة اقليم كوردستان إنهم يعتبرون آوا ميديكا مهمة ويفضلونها من حيث الجودة الا ان مشكلة عدم تعاملهم معها الآن تتعلق بنظام المناقصات الذي لا يطلق يدهم لشراء أدوية آوا ميديكا كل مرة.
وأضاف الدكتور قادر "حول سوق الادوية "تشتد المنافسة احيانا بسبب السعر على الرغم من ان تعليمات مجلس الوزراء تنص على التغاضي عن فرق السعر بنسبة 10 في المئة للمنتجات المحلية الا أن هناك سببا آخر وهو عدم توفر جميع انواع الأدوية لدى الشركة".
وتريد زوان ووالدها اقناع وزارة الصحة في حكومة الاقليم لتصبح الشاري الرئيس للمنتجات المحلية وان لم يتحقق هدفهم هذا فأنهم يمنون النفس بتمكنهم من كسب ثقة المستهلك الكوردي.