Dr.Hannani Maya مؤسس الموقع
عدد المساهمات : 16940 تاريخ التسجيل : 07/09/2015
| موضوع: ???? معروف الرصافى ???? كان الشاعر العراقي الكبير / معروف الرصافي جالسًا في دكان صديقه محمد علي، الكائن أمام جامع الحيدر ببغداد الجمعة يناير 26, 2024 8:24 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]معروف الرصافى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كان الشاعر العراقي الكبير / معروف الرصافي جالسًا في دكان صديقه محمد علي، الكائن أمام جامع الحيدر ببغداد ..بينما كان الرصافي يتجاذب أطراف الحديث مع صديقه التتنجي، وإذا بإمرأة محجبة ، يوحي منظرها العام بأنها فقيرة ، وكانت تحمل صحنًا من (الجينكو)، وطلبت بالإشارة من صاحبه أن يعطيها بضعة قروش كثمن لهذا الصحن، لكن صاحب الدكان خرج إليها وحدثها همسًا، فانصرفت المرأة الفقيرة .هذا الحدث جعل الرصافي يرسم علامات استفهام كبيرة، وقد حيّره تصرف السيدة الفقيرة، وتصرف صاحبه التتنجي معها همسًا ، فاستفسر من صديقه عنها .فقال له :إنها أرملة تعيل يتيمين، وهم الآن جياع، وتريد أن ترهن الصحن بأربعة قروش كي تشتري لهما خبزًا، فما كان من الرصافي إلا أن يلحق بها ويعطيها اثني عشر قرشًا كان كل ما يملكه الرصافي في جيبه، فأخذت السيدة الأرملة القروش وهي في حالة تردد وحياء، وسلمت الصحن للرصافي وهي تقول : " الله يرضى عليك تفضل وخذ الصحن " فرفض الرصافي وغادرها عائدًا إلى دكان صديقه وقلبه يعتصر من الألم .عاد الرصافي إلى بيته، ولم يستطع النوم ليلتها، وراح يكتب هذه القصيدة والدموع تنهمر من عينيه كما أوضح هو بقلمه وهذا يعني أن ..( قصيدة الأرملة المرضعة ) كتبت بدموع عيني الرصافي، فجاء التعبير عن المأساة تجسيدًا صادقًا لدقة ورقة التعبير عن مشكلة اجتماعية استأثرت باهتمام المعلمين في المدارس الإبتدائية فيما بعد واعتبروها انموذجًا، جسّد معاناة الرصافي حيث استأثر بموضوع الفقر والفقراء .تعد هذه القصيدة من روائع الشعر العربي في عصر النهضة . الأرملة المرضعة - للشاعر العراقي معروف الرصافي :لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـاتَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـاأَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌوَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـابَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَاوَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـامَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَافَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـاالمَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَاوَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـافَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـاوَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـاكَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـافَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـاوَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَاحَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـاتَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـاكَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـاحَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاًكَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَاتَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَاحَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـاقَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍفي العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـامَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَاتَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـاتَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍهَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـامَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَاإِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـايَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْكَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـامَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌوَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـايَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـاتَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـاوَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةًوَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـاتَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـاوَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـاقَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـاوَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـاوَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـابِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـاكَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةًوَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـاهَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُمِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـاحَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌوَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـاوَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌأُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـاسَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَافي قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـاهَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَامَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِيدَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـاوَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِيبِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـافَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةًتَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـاوَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـاكَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـاوَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌوَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـالَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِيمَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـاأَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌلَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـاهَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَاوَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـاأَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌوَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا | |
|