مقتل صالح الصماد رئيس مجلس الانقلابيين في اليمن الحوثيون يتلقون ضربة قاصمة بمقتل رئيس المجلس السياسي الأعلى، معلنين تعيين مهدي المشاط خلفا للصماد.
ميدل ايست أونلاين من أبرز قادة التمرد ومهندس اتفاقيات الدعم الإيراني
صنعاء – أقرت ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن بمقتل صالح الصماد أبرز قادتها السياسيين والعسكريين ورئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" الذي شكله المتمردون لإدارة مناطق سيطرتهم.
و"المجلس السياسي الأعلى" يعد بمثابة رئاسة البلاد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقالت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين في بيان عاجل إن "المجلس السياسي الأعلى ينعي للشعب اليمني والأمة الرئيس الشهيد صالح الصماد".
وأوضحت، أن الصماد قُتل بغارة شنتها مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، الخميس الماضي في محافظة الحديدة غربي البلاد دون أن تقدم تفاصيل إضافية.
وأشارت إلى أن المجلس اختار مهدي المشاط رئيسا له خلفا للصماد.
وأقر عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين بمقتل الصماد و6 من قيادات المتمردين في غارة للتحالف العربي استهدفت سيارته في شارع الخمسين في الحديدة، فيما ذكرت مصادر يمنية أن أكثر من 20 قياديا حوثيا قتلوا إلى جانب الصماد وأن الميليشيا الانقلابية أرسلت الأخير إلى الساحل الغربي لقيادة المعارك بنفسه، فيما يتزامن مصرعه مع تكبد الانقلابيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح بجبهة الساحل الغربي.
وتوعد الحوثي مساء الاثنين بأن مقتل صالح علي الصماد في غارة جوية للتحالف العربي الأسبوع الماضي، لن يمر "دون محاسبة".
والصماد مصنف في المرتبة الثانية في قائمة من 40 إرهابيا حوثيا كانت أعلنتها السعودية، ورصدت 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده.
وبسقوط الصماد يكون الإنقلابيون قد تلقوا ضربة قاصمة تأتي في الوقت الذي توالت فيه هزائم ميليشيا الحوثي الايرانية على أكثر من جبهة وبالتزامن مع تقدم القوات اليمنية الشرعية في جبهة صعدة وجبهات أخرى على طريق تحرير العاصمة صنعاء.
وأعلن الحوثيون حالة الاستنفار ورفع الجاهزية في صنعاء عقب مصرع الصماد، فيما ناشد زعيمهم (عبدالملك الحوثي) اليمنيين لنصرته في خطاب يعكس حالة الوهن والإرباك التي اصابت الانقلابيين.
وصالح الصماد هو القائد الأعلى لعناصر ميليشيات الحوثي العسكرية وهو المسؤول السياسي للجماعة وأحد كبار قاداتها وكان عضوا في المجلس السياسي الأعلى وشغل منصب الرئيس فيه حتى اعلان مقتله.
وفي عهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لم يكن الصماد من القيادات المعروفة في ميليشيا الحوثي إلى أن برز اسمه كقيادي ميداني للمرة الأولى أواخر عام 2005 خلال الحرب بين قوات صالح والحوثيين في صعدة.
وفي 2009 ورد اسمه ضمن قائمة تضم 55 قياديا حوثيا مطلوبين للسلطات اليمنية حينها وعمل ضمن لجان وساطة ممثلا للحوثيين مع الحكومة وأطراف أخرى.
وفي السنوات الأخيرة، شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحوثيين، خلفا لسلفه صالح هبرة.
كما ترأس الصماد أول وفد علني للحوثيين يزور إيران في مارس/اذار 2015 بعد استكمال الانقلاب على السلطة الشرعية بإعلان الدستوري.
وكان منسق الدعم الايراني للحوثيين حيث وقع خلال زيارته طهران العديد من الاتفاقيات منها فتح خط رحلات مباشرة بين إيران وصنعاء مركز قيادة المتمردين.
وكان الحوثيون المدعومين من إيران قد شكلوا حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) في 28 يوليو/تموز 2016 المجلس السياسي الأعلى قبل سيطرة الحوثيين على قرار المجلس بعد أحداث ديسمبر/كانون الأول 2017 في صنعاء.
وأصبح الصماد رئيسا للمجلس الذي يعتبر حكومة أمر واقع فرضها الحوثيون في 6 أغسطس/اب 2016 وبدأ عمله في المنصب بعد أدائه القسم في مجلس نواب الانقلابيين في 14 أغسطس/اب 2016.
وتقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفا عسكريا يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة مسلحي الحوثيين الذين يسيطرون على محافظات بينها صنعاء منذ انقلاب سبتمبر/أيلول 2014.