كريسمس" عام التسامح وشموع الحبّ بالإمارات
بقلم: أحمد إبراهيم
2019 عساه عام الشموع بلا دموع..!
وعام 2019، رغم دمامة شموع الظلام حوله، إلاّ أننا وبشمعة الحب والعطاء قادرون على تحويله من عام الحريق إلى عام الحب بمناطق كثيرة من العالم، وقادرون على إحلال حدائق الواحات محلّ حرائق الغابات المشتعَلة في مناطق كثيرة من العالم.
نعم إنها شمعةٌ كانت تُحرَق لتَحرِق..
شمعةٌ طالما أشعلتها الأعوام الماضية لتوليد الحرائق..
وقد نُشعلها هذا العام (عام التسامح) لتوليد الأضواء..
وكريسمس (عيد الميلاد) إن كان هو ثاني أكبر الأعياد بعد الفصح (عيد القيامة) على جانب من كوكب الأرض لدى المسيحيين، فإننا نرى الجانب الآخر منها أيضا يؤمن بالقيامة ولا يرفض المسيح عليه السلام، بل وكلٌّ من الجانبين تجمعهما نقاط اتفاق أكثر مما تفرّقهما نقاط اختلاف، وأن طقوس الطرفين موحّدَةٌ بمناجاة المساجد والكنائس إلى سماءٍ تُرفع الأيادي تحتها لسلام الأرض وسلامة أهل الأرض.
الإمارات إمتلكت شجاعة التجربة الفعلية لإشعال تلك الشمعة الأولى، فانطلقت بها وبالتسامح الروحي الفكري وبالعِرقي العقائدي، على الساحتين الدولية والمحلية في الإطارين الرسمي والشعبي من الداخل، والدّولي الدبلوماسي من الخارج، انطلقت بشموع الدعم والحب والسلام معاً للمساجد والكنائس في كل مكان!
والإمارات كان قد منّ الله عليها قبل 47 عام بجمال الحب من الداخل والخارج، فأحبّت الجار قبل الدار، وأحبّت الداخل بالاتحاد والترابط (البدني) والخارج بالتعاون والتآزر (الوطني)، أكرمت مواطنيها بالرفاهية والحياة الكريمة، والمقيمين على أراضيها من الوافدين والزائرين بالإحترام وتوفير الأمن والاستقرار، وهكذا بالحب زرعت الإمارات البذرة الأولى لنقطة التحول في حياة إنسان الجزيرة العربية مع نفسه، مع أسرته، ومع مجتمعه.
(حاء) الحب و(حاء) الحرب، شقيقتان شقيّتان، لم تلدا معاً فلن تموتا معاً، والحرب مهما طالت، فإنها تموت يوماً مّا ولو بالانتحار على طاولة السلام، ولكن الحبّ على الأرجح إن وُلد سليما بجناح الولادة دون القيصرية والتخدير، فإنه يلد ولن يموت، وهذا ما نأمله للوطن الحبيب من الخليج الى المحيط.
ومن أبوظبي انطلق من جديد حمام السلام بتاج (عام التسامح)، شعارٌ انفردت به الإمارات بالسِبق وسِبق الإصرار على امتداد تاريخ إمارات زايد الخير، تلكم الإمارات التي رفضت دائماً حفرة الإنسان لأخيه الإنسان منذ الشرارة الأولى على امتداد الجغرافيا الخليجية والعربية والعالمية.