٢٠١٩ عام مجاهدي خلق
سعاد عزيز
[size=32]٢٠١٩ عام مجاهدي خلق[/size]
التأمل في عملية الصراع والمواجهة الدائرة بين منظمة مجاهدي خلق وبين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإنها تروي فصولا ومراحل متباينة نجد في کل واحدة منها أحداثا وتطوراتا ملفتة للنظر تبين وبکل وضوح إن عملية الصراع والمواجهة هذه والتي بدأت أو فصولها برفض المنظمة التصويت والقبول بنظام ولاية الفقيه حيث إعتبرته إمتدادا للديکتاتورية الملکية ولکن مع فارق أن نضع العمامة مکان التاج!
مع إختلاف کبير جدا في الامکانيات بين النظام وبين مجاهدي خلق بحيث لايمکن أبدا مقارنتهما بأي وجه من الوجوه، لکن الذي أثبتته المنظمة وطوال 4 عقود من هذا الصراع الضاري، بأنها إستطاعت ومن خلال إمکانياتها المتواضعة ولکن إيمانها الکبير والعميق بالمبادئ التي تعتنقها وبإنتمائها وإخلاصها للشعب الايراني، أن تقف کالطود الشامخ بوجه النظام وأن تصمد بوجه أعنف وأقسى الضربات والمخططات والمٶامرات الموجهة ضدها.
المنظمة لم تواجه صراعا تقليديا کأي صراع آخر بين نظام ومعارضة لها، بل يجب أن نضع في الاعتبار والحسبان دائما إن المنظمة کانت تواجه النظام بمنطق واسلوب الند والبديل وإنها لم تکن تمثل طيفا أو شريحة أو عرقا أو دينا وطائفة ما، بل إنها کانت تمثل الشعب الايراني بمختلف مکوناته دونما أي فرق، وهذا ماميزها عن مختلف أطياف المعارضة الايرانية، وجعل النظام يوليها أهمية وإعتبار لم توليه لأي طرف آخر في المعارضة وقف أثبتت الاحداث والتطورات بأن المنظمة لوحدها من نجحت في توجيه أقوى الضربات العسکرية والسياسية والفکرية والامنية للنظام.
مراجعة العقد الاخير من الصراع والمواجهة بين الطرفين، تميط اللثام عن حقيقة التقدم الکبير الذي حققته منظمة مجاهدي خلق وکيف إنها قد صار لها دور وحضورا مشهودا له في داخل إيران والمنطقة وعلى الصعيد الدولي، خصوصا مع النجاح الکبير الذي حققته في کشف وفضح مخططات النظام ودسائسه ضد الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم وقد کان هذا النجاح بالنسبة للنظام ولاسيما بعد أن قادت المنظمة إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، والاحتجاجات التي أعقبت عنها، سبب لکي يبادر الى التخطيط للقيام بعمليات ونشاطات إرهابية ضد المنظمة في بلدان أوربا والولايات المتحدة والتي تم فضحها وأثبتت کم صار يشعر النظام بالخوف والرعب من نشاطات وتحرکات ودور المنظمة خصوصا وإن المٶتمرات والتجمعات التي عقدتها وتعقدها وبشکل خاص التجمع السنوي العام، قد لعبت دورا کبيرا جدا في فضح النظام على مختلف الاصعدة، ومما لاريب فيه إنه وبعد أن صار النظام بين سندانة الاحتجاجات الشعبية ومطرقة معاقل الانتفاضة ونشاطات المنظمة على الصعيد الدولي، فإن الانظار کلها باتت تتجه للمنظمة وإن هناك الکثير من التوقعات التي ترى بأن العام 2019، سيکون عام منظمة مجاهدي خلق.