البيت الارامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الارامي

منتديات دينية,ثقافية,أجتماعية


 
البوابةالرئيسيةالتسجيلدخول

 

  لمن لا يعرفه فهو من كتاب الرواية الرائعين في مصر... قرأت له رواية (عمارة يعقوبيان) والتي تم إنتاجها فيلماً.. كما قرأت له (

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dr.Hannani Maya
مؤسس الموقع
مؤسس الموقع
Dr.Hannani Maya


عدد المساهمات : 16850
تاريخ التسجيل : 07/09/2015

  لمن لا يعرفه فهو من كتاب الرواية الرائعين في مصر... قرأت له رواية (عمارة يعقوبيان)  والتي تم إنتاجها فيلماً.. كما قرأت له ( Empty
مُساهمةموضوع: لمن لا يعرفه فهو من كتاب الرواية الرائعين في مصر... قرأت له رواية (عمارة يعقوبيان) والتي تم إنتاجها فيلماً.. كما قرأت له (     لمن لا يعرفه فهو من كتاب الرواية الرائعين في مصر... قرأت له رواية (عمارة يعقوبيان)  والتي تم إنتاجها فيلماً.. كما قرأت له ( Emptyالأربعاء ديسمبر 04, 2019 1:24 am

🔴 الدين بلا أخلاق أم الأخلاق بلا دين؟

لمن لا يعرفه فهو من كتاب الرواية الرائعين في مصر... قرأت له رواية (عمارة يعقوبيان)  والتي تم إنتاجها فيلماً.. كما قرأت له (نادي السيارات)... هو طبيب أسنان أختصاصي ولا يزال يمارس مهنته في  عيادته في القاهرة ...

مقال يستحق القراءة للطبيب والكاتب المصري الكبير علاء الأسواني

التدين الشكلي، بقلم: "علاء الأسواني":

(هذا المقال يناقش ظاهرة ما يسميه علماء الإجتماع [الأصح: أصحاب الإختصاص بعلم النفس الإجتماعي]: إنفصام الشخصية المجتمعية (social schizophrenia)، الذي أصبح طابعاً عاماً في مجتمعنا العربي وهي ظاهرة تعكس الجهل التام بجوهر الأديان السماوية (holy ignorance)

على مدى سنوات ، عملت فى هيئة حكومية كبرى تضم آلاف العاملين. وفى اليوم الأول بينما كنت أعالج أحد المرضى، أنفتح باب العيادة وظهر شخص، قدم نفسه بإسم الدكتور حسين ثم دعانى لأداء صلاة الظهر جماعة فأعتذرت حتى أنتهي من عملى ثم أؤدى الصلاة... ودخلنا فى مناقشة كادت تتحول إلى مشادة، لأنه أصر على أن أترك المريض لألحق بالصلاة، وأصررت على إستئناف العمل.

إكتشفت بعد ذلك أن أفكار الدكتور حسين شائعة بين كل العاملين فى الهيئة حالة التدين على أشدها بينهم. العاملات كلهن محجبات، وقبل أذان الظهر بنصف ساعة على الأقل ينقطع العاملون جميعا تماما عن العمل، ويشرعون فى الوضوء وفرش الحصير فى الطرقات، إستعداداً لأداء صلاة الجماعة. بالإضافة طبعا إلى إشتراكهم فى رحلات الحج والعمرة التى تنظمها الهيئة سنوياً.

كل هذا لم أكن لأعترض عليه، فما أجمل أن يكون الإنسان متدينا، على أننى سرعان ما أكتشفت أن كثيراً من العاملين بالرغم من إلتزامهم الصارم بأداء الفرائض، يرتكبون إنحرافات جسيمة كثيرة بدءاً من إساءة معاملة الناس والكذب والنفاق وظلم المرؤوسين وحتى الرشوة ونهب المال العام.

بل إن الدكتور حسين الذى ألح فى دعوتى للصلاة، تبين فيما بعد أنه يتلاعب فى الفواتير ويبيع أدوية لحسابه.. إن ما حدث فى تلك الهيئة يحدث الآن فى عالمنا كله .. مظاهر التدين تنتشر فى كل مكان، لدرجة جعلت معهد جالوب الأمريكي، فى دراسة حديثة له، يعتبر العالم العربي من أكثر الشعوب تديناً على وجه الأرض.. وفى نفس الوقت، فإنها تحتل مراكز متقدمة فى الفساد والرشوة والتحرش الجنسي والغش والنصب والتزوير..

لابد هنا أن نسأل:
كيف يمكن أن نكون الأكثر تديناً والأكثر إنحرافاً فى نفس الوقت ؟

فى عام 1664، كتب الكاتب الفرنسى الكبير موليير مسرحية أسماها "تارتوف"، رسم فيها شخصية رجل دين مسيحي ذا موقع مهم ولكن فاسد يسمى تارتوف، يسعى إلى إشباع شهواته الإنسانية الرخيصة وهو يتظاهر بالتقوى.. وقد ثارت الكنيسة الكاثوليكية آنذاك بشدة ضد موليير ومنعت المسرحية من العرض خمسة أعوام كاملة.. وبرغم المنع، فقد تحولت مسرحية تارتوف إلى واحدة من كلاسيكيات المسرح، حتى صارت كلمة تارتوف فى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، تستعمل للإشارة إلى رجل الدين المنافق.

والسؤال هنا: هل تحول الملايين إلى نماذج من تارتوف.؟.

أعتقد أن المشكلة أعمق من ذلك.. فنحن متدينون فعلاً عن إيمان صادق.. لكن كثيرا منّا  يمارسون إنحرافات بدون أن يؤلمهم ضميرهم الدينى. لا يجب التعميم بالطبع، فكثير من المتدينين يراقبون ضمائرهم فى كل ما يفعلونه ولكن بالمقابل، فإن مئات الشبان الذين يتحرشون بالسيدات فى الشوارع صباح يوم العيد، قد صاموا وصلوا فى رمضان.. ضباط الشرطة الذين يعذبون الأبرياء، الأطباء والممرضات الذين يسيئون معاملة المرضى الفقراء فى المستشفيات العامة، والموظفون الذين يزورون بأيديهم نتائج الانتخابات لصالح الحكومة، والطلبة الذين يمارسون الغش الجماعى، معظم هؤلاء متدينون وحريصون على أداء الفرائض..

إن المجتمعات تمرض كما يمرض الإنسان.
ومجتمعنا يعانى [بل مجتمعاتنا كلها تعاني] الآن من إنفصال العقيدة عن السلوك ..
إنفصال التدين عن الأخلاق

وهذا المرض له أسباب متعددة:
أولها :- النظام الاستبدادى الذى يؤدى بالضرورة إلى شيوع الكذب والغش والنفاق ..
وثانيا :- إن قراءة الدين المنتشرة الآن إجرائية أكثر منها سلوكية. بمعنى أنها لا تقدم الدين بأعتباره مرادفاً للأخلاق وإنما تختصره فى مجموعة إجراءات إذا ما أتمها الإنسان صار متديناً.

سيقول البعض إن الشكل والعبادات أركان مهمة فى الدين تماما مثل الأخلاق.. الحق أن الأديان جميعا قد وجدت أساسا للدفاع عن القيم الإنسانية:
الحق والعدل والحرية.. وكل ما عدا ذلك أقل أهمية ... المحزن أن التراث الإسلامي حافل بما يؤكد أن الأخلاق أهم عناصر الدين. لكننا لا نفهم ذلك أو لا نريد أن نفهمه.

هناك قصة شهيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قابل رجلاً ناسكاً منقطعاً للعبادة ليل نهار.. فسأله:
ـ من ينفق عليك.؟.
قال الرجل:
ـ أخي يعمل وينفق عليّ..
عندئذ قال صلى الله عليه وسلم:
أخوك أعبد منك..
والمعنى هنا قاطع وعظيم .. فالذى يعمل وينفق على أهله أفضل عند الله من الناسك المنقطع للعبادة لكنه لا يعمل.

إن الفهم القاصر للدين سبب رئيسي فى تردى الأوضاع فى مصر مثالاً على مدى عشرين عاما، أمتلأت شوارع مصر ومساجدها بملايين الملصقات تدعو المسلمات إلى الحجاب ..
لو أننا تخيلنا أن هذه الملصقات كانت تدعو، بالإضافة للحجاب، إلى رفض الظلم الواقع علينا من الحاكم أو الدفاع عن حقوق المعتقلين أو منع تزوير الإنتخابات ..
لو حدث ذلك لكانت الديمقراطية تحققت ولانتزعنا حقوقنا من الاستبداد ..

إن الفضيلة تتحقق بطريقتين لاثالث لهما: إما تدين حقيقي مرادف تماما للأخلاق. وإما عن طريق الأخلاق وحدها حتى ولو لم تستند إلى الدين...

مثال فى عام 2007.. وبغرض تجميل وجه النظام الليبي أمام العالم.. تم تنظيم جائزة أدبية عالمية تقام سنويا ، بقيمة حوالى مليون دولار، باسم جائزة القذافي لحقوق الإنسان.. وتم تشكيل لجنة من مثقفين عرب كبار لإختيار كل عام كاتباً عالمياً لمنحه الجائزة.. وفي العام الأول قررت اللجنة منح الجائزة للكاتب الإسبانى الكبير خوان جويتيسولو البالغ من العمر 78 عاما..

ثم كانت المفاجأة: فقد أرسل جويتيسولو خطاباً إلى أعضاء اللجنة يشكرهم فيه على أختياره للفوز بالجائزة، لكنه أكد فى نفس الوقت أنه لا يستطيع، أخلاقيا، أن يتسلم جائزة لحقوق الإنسان من نظام القذافي الذى استولى على الحكم فى بلاده بإنقلاب عسكرى ونكل، إعتقالاً وتعذيباً، بالآلاف من معارضيه..

رفض الكاتب جويتيسولو جائزة بحوالي مليون دولار ، لأنها لا تتفق مع ضميره الأخلاقي.. هل نسأل هنا: كم مثقف أو حتى عالم دين فى العالم العربي كان سيرفض الجائزة..؟ ومن هو الأقرب إلى ربنا سبحانه وتعالى..؟!..

هذا الكاتب الشريف الذى أثق فى أن الدين الاسلامي لم يخطر على باله وهو يتخذ موقفه الشجاع النبيل، أم عشرات المتدينين الذين يتعاملون مع الأنظمة الإستبدادية ويضعون أنفسهم فى خدمتها متجاهلين تماما الجرائم التى ترتكبها تلك الأنظمة فى حق شعوبها.
إن التدين الحقيقي يجب أن يتطابق مع الأخلاق..

وإلا.. فإن الأخلاق بلا تدين أفضل بكثير من التدين بلا أخلاق ..فذلك لايسئ لاحد اما الثاني فيسئ لله وللرسول ولجميع المسلمين..

علاء الأسواني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمن لا يعرفه فهو من كتاب الرواية الرائعين في مصر... قرأت له رواية (عمارة يعقوبيان) والتي تم إنتاجها فيلماً.. كما قرأت له (
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الارامي  :: منتديات الشؤون السياسية والاخبارية :: اخبار العراق-
انتقل الى: