Dr.Hannani Maya مؤسس الموقع
عدد المساهمات : 17193 تاريخ التسجيل : 07/09/2015
| موضوع: طائـرٌ يـسْـتــَـغـيـث - ميسون نعيم الرومي الخميس أغسطس 25, 2016 11:30 pm | |
| طائـرٌ يـسْـتــَـغـيـث ميسون نعيم الرومي طائـرٌ يـسْـتــَـغـيـث ثمان ساعات من عمل مضن ليوم مـَـرَّ ثـقيلاً ، مملاً ، متعباً ، بـَدأ بصداعٍ منذ باكورته الأولى ، وهاهي (ارجوان) تتنفس الصعداء ، مستقلةً باص نقل الركاب لمدة ساعة كاملة في طريق عودتها الى البيت ، تــُمـَـني النفس بحمام دافئ ، يغسل تعب ذلك اليوم المضني ، الكئيب ، الذي لايشبه اي يوم مضى ... واخيراً غادرت (ارجوان) الباص ، لتقطع الغابة الى بيتها الجميل ، وابنتها التي تنتظرها لكي يتناولا وجبة العشاء سويةً . وفجأة وعلى بعد امتار معدودة من البيت .. استرعى سمعها ضجة غير معهودة لطيورٍ تضرب بأجنحتها ، وتزقزق بطريقة غريبة .. رفعت بصرها لترى شجرة تحتضن عشا لصغار طيور تصرخ وكأنها تطلب النجدة ، وامهم تهوى على الأرض ، لتعود راجعة الى صغارها .. كانت ارجوان منهكة الى حد لم تستطع التوقف واستطلاع الأمر، نظرت بلامبالاة وواصت السير... لكنها توقفت وكأنها تسمع تلك الطيور وهي تستغيث وتتوسل اليها ، عادت الى تلك الشجرة ، نظرت حولها لترى احد هذه الأفراخ مستلقيا على ظهره ، يرفس برجليه الصغيرتين ، ويرفرف باحد جناحيه ، والآخر قد انكسر وتهدل دون حراك ، وامه تقترب منه وتصرخ طالبة النجدة لصغيرها الذي كما يبدو قد تعرض لضربة سيارة مسرعة . اقتربت ارجوان من الطير البائس ... نظر إليها بعين تبكي دما اثارت حزنها ، رفعته بحذر ، وضعته على كفها وهو يرتجف الما ، وقلبه الصغير يضرب بقوة ، وعينه السليمة تستجدي عطفها لإنقاذه ومساعدته . كان موقفا حزينا انساها كل شيء الا التفكير بكيفية مساعدة هذا المسكين المصاب حملته الى بيتها القريب ، وسقته ماءاً ليستعيد وعيه ، نظر اليها بعينه الدامية بطريقة اوجعت قلبها العطوف ، حارت في الأمر، وأخيرا قررت ان تطلب المساعدة والنصيحة من الطواريء ، الذين بدورهم اعطوها رقم تلفون طوارئ الحيوانات اتصلت بهم ، وشرحت الحالة ، اسعفوها خلال حوالي نصف ساعة بإرسال سيارة اسعاف ، اقلت الطائر الجريح لمعالجته ، بعد ان عينوا موقع الشجرة والعش ، لإرجاعه الى عائلته حال شفائه. وانا اشاهد الفديو، الذي صورته (ارجوان) لذلك الطائر الجريح ، اعتراني حزنا قاتلا اذ كنت قد شاهدت لتوي في التلفزيون ، المشاهد المروعة للتفجير الجبان في مدينة الصدر المنكوبة ، وكيف تتعامل الحكومة العراقية واجهزتها الفاسدة مع شعب اصبحت ايام اسبوعه كلها يوما داميا. ان كانت الحكومة العراقية الغارقة في الفساد ، والسارقة لقوت الشعب ، والمتشبثة بكرسي الحكم ، من ساهم بشكل مباشر اوبطريقة غير مباشرة بالتفجيرات الدامية فهذه مصيبة... اما اذا كانت الحكومة ورجالاتها وقواتها الأمنية لايستطيعون حماية الوطن والشعب وهذه من اولويات مهامهم ، فالمصيبة اعظم.. وا أسفي على شعب له تأريخ عظيم ، اعتاد لملمة اشلاء ابنائه ، وغسل دماء الأعزة ، ونصب الخيام لتقبل التعازي كل يوم ، ومنذ اربعة عشرعاما ، مصدقيين ادعاءات السياسيين .. من كان منهم ، مدنيا ، اومن يتستر بعمامته ويلتف بعبائة الدين ، وهدفهم واحد هو النهب ، والسرقة ، والحصول على المكاسب السياسية ، والتشبث بالسلطة ، مستخدمين اشلاء الشعب سلما للوصول الى غاياتهم الدنيئة ترى... الى متى ؟ والى اين نحن سائرون..... -------------------- 20 / آيار / 2016 ســــــــــتوكهولم | |
|
لطفي الياسيني عضو متألق
عدد المساهمات : 2120 تاريخ التسجيل : 13/05/2021
| موضوع: رد: طائـرٌ يـسْـتــَـغـيـث - ميسون نعيم الرومي الجمعة يونيو 11, 2021 1:51 am | |
| | |
|