مرشد ايران يؤم الصلاة على الجنرال القتيل ضمن جنازة مقدرة بانها الأكبر منذ تشييع خميني قبل ثلاثين عاما.
دبي - قاد مرشد ايران علي خامنئي حشودا هائلة الاثنين في صلاة الجنازة على قاسم سليماني القائد بالحرس الثوري وبكى علنا على الجنرال الذي قُتل في ضربة أميركية بطائرات مسيرة في العراق.
وتدفق الإيرانيون، الذين قالت وسائل إعلام رسمية إن أعدادهم بالملايين، على الشوارع في العاصمة الإيرانية لوداع قائد فيلق القدس، الوحدة المكلفة بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني.
وبدا أن حجم الحشود في طهران والذي ظهر على التلفزيون الأكبر منذ جنازة آية الله روح الله خميني مؤسس الجمهورية الإسلامية عام 1989، والذي قاد الثورة التي وضعت إيران على مسار تصادم سياسي مع واشنطن.
ويعتبر العديد من الإيرانيين سليماني، الذي شارك في حرب إيران والعراق التي استمرت ثمانية أعوام، بطلا قوميا. وكان ينظر له على نطاق واسع على أنه ثاني أقوى شخصية في البلاد بعد خامنئي.
وفي لقطات بثها التلفزيون الرسمي، تهدج صوت الزعيم الأعلى بينما كان يؤم الصلاة الأمر الذي أجبره على التوقف.
ورددت الحشود هتاف "الموت لأمريكا". وحمل أحد المشيعين لافتة كتب عليها "من حقنا السعي لانتقام قاس"، وهي الرسالة التي رددها قادة إيران العسكريين والسياسيين.
اسماعيل هنية في الجنازة: سليماني شهيد القدس
ولُف كفنا سليماني والقيادي العراقي أبومهدي المهندس، الذي قتل أيضا في هجوم الجمعة، بالعلم الوطني وجرى تمريرهما فوق رؤوس المشيعين في وسط طهران.
وبدأت المراسم الكبيرة، التي أظهرت لقطات تلفزيونية أنها أغلقت شوارع بأكملها في العاصمة، من جامعة طهران وانتقلت إلى ميدان آزادي أو ميدان الحرية.
وقالت زينب سليماني، ابنة الجنرال القتيل في خطابها أمام المشيعين "يجب أن تعلم أميركا والصهيونية أن استشهاد أبي سيؤدي إلى صحوة في جبهة المقاومة وسيجلب عليهما يوما أسود يسويهما بالأرض".
حتى قتل ترامب لن يشفي غليلنا
وأضافت "أيها المعتوه ترامب لا تعتقد أن كل شيء قد انتهى باستشهاد والدي".
كما حضر حلفاء إيران في المنطقة الجنازة، بمن فيهم إسماعيل هنية، زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية، الذي قال خلال المراسم إن سليماني هو "شهيد القدس".
ووجه القادة الإيرانيون مجموعة من التهديدات منذ الضربة الأميركية على مطار بغداد، لكنهم لم يقدموا أي تفاصيل حول كيفية الرد.
وقال الأميرال حجي زاده قائد سلاح الجو في الحرس الثوري في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية "حتى قتل ترامب لن يشفي غليلنا، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يكون مقابلا لدم الشهيد سليماني هو طرد أميركا تماما من المنطقة".
وأمس الأحد، أيد البرلمان العراقي توصية من رئيس الوزراء بإصدار أوامر لجميع القوات الأجنبية بالخروج من العراق.
ولطالما قالت طهران إنها ستختار توقيت ومكان أي رد في المواجهات السابقة مع واشنطن.
ونقل عن سليماني قوله للولايات المتحدة في عام 2018 "إذا بدأت الحرب، فنحن من سينهيها".