يجب إنتظار مجئ الأسوأ دائما من طهران
منى سالم الجبوري
يجب إنتظار مجئ الأسوأ دائما من طهران
ليس هناك من رهان خاسر ووجهة نظر خائبة کتلك التي راهنت على وجود تيار إصلاحي معتدل يمکن أن يقود الاوضاع والامور في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى مايمکن أن يخدم الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، هذا الرهان ووجهة النظر الخائبة أثبتت الايام والاحداث والتطورات الجارية خلالها سقمها وزيفها وعدم وجود أية حقيقة لها على أرض الواقع. واليوم ومع بدء عهد الرئيس الامريکي الجديد بايدن، فإنه لايزال هناك بعض من الذين لم يستوعبوا ويفمهوا النظام الايراني على حقيقته ولايزالوا يراهنوا على حصان وهمي يدعى"الاصلاح والاعتدال" ولکن المشکلة هي إنه لاوجود له في إيران على وجه الاطلاق!
تجربة 41 عاما من حکم النظام الايراني ومزاعم الاعتدال والاصلاح التي جرى إطلاقها منذ أيام الرئيس الاسبق محمد خاتمي وإستمرت منذ مجئ حسن روحاني ولکن مع ملاحظتين مهمتين يجب أخذهما بنظر الاعتبار؛ الاول هي إنه لم يتم تحقيق أي إصلاح ولم يتم لمس أي إعتدال في ظل خاتمي وروحاني على حد سواء خصوصا وإن خاتمي قد إعترف بذلك بکل وضوح، أما الملاحظة الثانية فإنه تتعلق بأن معظم المغامرات الجنونية والدموية للنظام الايراني قد تمت خلال عهدي هذين الرجلين وبشکل خاص فيما يرتبط بالبرنامج النووي للنظام ولتدخلاته في المنطقة وتصديره للتطرف والارهاب.
لاجديد أبدا في النظام الايراني وإنه باق على ماکان عليه ولم يتغير قيد أنملة ولعل مايجري في إيران ذاتها من ممارسات قمعية بحق الشعب الايراني ومايجري في بلدان المنطقة من تدخلات سافرة وکذلك من نشاطات إرهابية للنظام على الصعيد الدولي والتي کانت ذروتها ماقد خطط له الدبلوماسي الارهابي أسدي وصدور حکم الادانة بحقه من جانب المحکمة البلجيکية الى جانب مايتواتر من تقارير عن إستمرار النظام الايراني في نشاطاته المشبوهة في المجالين النووي والصاروخي، ومن هنا فإن السٶال الاهم الذي يطرح نفسه هو؛ أين الاعتدال والاصلاح المزعومين وکيف يمکن الرهان على نظام لايزال يواصل نهجه من دون أي تغيير؟
النهج المشبوه للنظام الايراني والذي يدفع الشعب الايراني بالدرجة الاولى ضريبته الباهضة ومن بعده شعوب المنطقة والعالم ولاسيما شعوب العراق ولبنان واليمن وسوريا المکتوية بنيران تدخلاته السافرة، وإن الحقيقة التي يجب على الجميع تقبلها وإدراکها هي کما أکدت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، من إنه لاأمان مع هذا النظام الذي لايمکن أبدا أن يتخلى عن نهجه إلا بإسقاطه وإن بقائه وإستمراره تهديد للجميع وليس للشعب الايراني فقط.