البيت الارامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الارامي

منتديات دينية,ثقافية,أجتماعية


 
البوابةالرئيسيةالتسجيلدخول

 

 سميح الشريف ناسك الشعر وراهبه المعرفة / من قلم : تيسير سليمان العفيشات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لطفي الياسيني
عضو متألق
عضو متألق
لطفي الياسيني


عدد المساهمات : 2120
تاريخ التسجيل : 13/05/2021

سميح الشريف ناسك الشعر وراهبه المعرفة  /   من قلم   :  تيسير سليمان العفيشات Empty
مُساهمةموضوع: سميح الشريف ناسك الشعر وراهبه المعرفة / من قلم : تيسير سليمان العفيشات   سميح الشريف ناسك الشعر وراهبه المعرفة  /   من قلم   :  تيسير سليمان العفيشات Emptyالثلاثاء يونيو 15, 2021 1:31 am



سميح الشريف ناسك الشعر وراهبه المعرفة  /   من قلم   :  تيسير سليمان العفيشات


 
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[rtl]
القصيدة مثل الحب لدى سميح الشريف.... الشعر عنده لا يتحدد في لحظة كتابة القصيدة . الشعر لديه طريقة حياة يعيشها بشكل مستمر ، يرى القصيدة كواحدة من الذرى الساحرة الخلابة التي يأتي إليها كما تأتي إليه ، كما لو أنه يصغي لصوت غامض يمليء الروح عليه، فيما يكون هو يسجل تلك الكلمات بشغف ولهفة كمن يصغي لوصية عزيز لديه يحتضر، وكأنه يرى أن المحتضر سيكون الشاعر نفسه اي هو.. هو . المعاناة عنده لا تكون في لحظة كتابة القصيدة أبدا. المعاناة تجيء قبل ذلك بوقت طويل ، إنها معاناة الحياة. أما الكتابة فهي أجمل اللحظات على الإطلاق. سميح لا يكون فرحا ومتألقاًً مثلما هو في لحظة كتابة قصيدته ، العذاب يكون عنده قبل النص وبعده. أما لحظة يكتب فالأمر يكون عكس ذلك حتما فلحظة الكتابة يراها برهة من النشوة القصيرة والنادرة و الخاطفة والسريعة ، مما يؤكد كم هو الشعر شبيه بالحب في كل شيء. ..
قال لي ذات مرة الشعر مثل الحب سأعجز عن الشعر عندما أعجز عن الحب يا تيسير . وقال الشعر حالة، يظل مهيمناً على روحي طوال الوقت، وهو الذي يسمح لي برؤية الحياة من حولي غيماً شفيفاً يمتزج بالروح، يوقد الحالة الشعرية التي بها أعيش. يمكنني القول أنه لولا هذه الحالة الغامضة العاصفة التي تملك على سميح وجدانه لما تسنى له احتمال هذا الواقع بكل خساراته وثقله .
 وعندما يتعامل مع أشياء الوجود بهذه الشعرية الخالصة ، فهذا يعني أن الشعر لا يقتصر على بوح الكتابة على هذا النحو فقط، فكل ما يقع تحت نظره ويلامس كيانه هو ضرب من الشعر حتى يستحيل الكون كله الى هذه الشعرية البالغة السمو . لذلك فإن النص لا يبدأ عنده هنا وينتهي هناك، النص الشعري لديه مفتوح على آفاق أخرى تتابع كموج مستمر متلاحق ومتلاطم ما بين الشهوة و اللذة بما لا يوصف. من هنا أزعم بأن الشعر لدى سميح الشريف هو طريقة حياة، وهو ما يمكن اعتباره الحياة التي يعيشها فيما هو يفعل أو يتحرك أو يتنفس ، مما يجعله روحل لطيفا ما مس شيء من الأشياء إلا استحال الى جمال ....
 تنثال القصيدة في داخله مثل شظايا البلور تتناهى في الصغر، ثم تتراكم شيئاً فشيئاً لتصبح بركاناً آسرا جميلا يمنح الروح طاقة غامضة من إحساس يجعلها تملك العالم وتتمثله بشكل عميق ، حيث يشعرك بأنه يضع الجوهر في جيبه. ويتصاعد هذا الشعور رويدا رويدا ليبدو في لحظة من اللحظات حالة من العشق تستعصي على الوصف. عبث ساحر لا يكفّ عن الاندلاع في العمق والتصاعد مثل بركان، بركان لا أبدع ولا أطيب ولا أجمل ولا ألذ . تظل هذه الحالة تشحذ الذات الكامنة للكتابة بلا هوادة لديه.. لحظة يكتب تشفُ روحه لا لتصادف تلك اللحظة الفاتنة التي تنبثق فيها الكلمة الأولى، أو الصورة الأولى، أو الإيقاع الأول أو الفيض الأول .. مثل الله .. عندما قال كن فكانت الهيولى التي استحالت الى صورة .. ثم استحالت هذه وتلك الى وجود ينبض بالحياة ويدفق بشهوتها ... .
 سميح شاعر يخلق نصه فيما هو يؤثث الكون بالصور وفيما هو أيضا يكون عرضة لملامسة يشغف بها القلب، فيقع قارئ قصيدته في الكارثة ، فلا تنقذه إلا القصيدة نفسها . لحظة يبدأ في كتابة ما هيأته الأساطير في داخله يضحك ويحزن في ذات الوقت .. ليس لختلاط في مشاعره وإنما هي النقائض التي تستدعي نقائضها باستمرار في تضاد بهي وتصادم كأنه الجحيم . ما أذكره دائما وأنا شاهد هذه الحالات، هو أن ثمة صمت غريب وغامض يسبق لحظة الكتابة في روحه . صمت كثيف حيث لا يقوى على الكلام مع الآخرين من حوله بل إنه أحياناً يكاد، لفرط توغله في الصمت، لا يحسن التخاطب معي ومع الآخرين، فيبدو مرتبكاً يتعثر الكلام لديه، مضطرباً، تهرب منه لغة التفاهم مع العالم كله . كطفل يتلعثم أمام التفاصيل اليومية كأنه يصادفها للمرة الأولى يراها للمرة الأولى ، الأمر الذي يجعله متورطاً في حالة من الحرج بسبب عدم قدرته او رغبته في الكلام مع كل من حوله ، مثل كائن غريب وحشي لا يحسن شيئاً يتصل بالبشر وساعتها لن يفهمه سوى اقرب الناس له، حيث يفهمون حاجته الماسة للعزلة بعيداً حتى في نصه .
وكثيراً ما تكون العزلة الشديدة هي هي ملاذه ومستقره وهي عزلة عن الكون الخارج للذهاب بحرية أكثر إلى الكون في داخله. سميح هو احساس تلمسه بأناملك ، وهو يغمرك بعينية تدرك أن ثمة انفجار وشيك عليك عدم تفاديه قدر الإمكان فهو انفجار الرحيم إنفجار الحبيب . مثل الشهوة ، تأتي قصيدته لتنقل الروح من عذاباتها إلى الفردوس حيث النعيم المقيم ، حيث الرياض النادرة من اللذة حيث الجمال، حيث الأفق يركض وراء الأفق في تتالي اللانهائي الذي يتبدى مثل حلم متاح لا يستطيع تأمله إلا من نبت الريش في مخيلته




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لطفي الياسيني
عضو متألق
عضو متألق
لطفي الياسيني


عدد المساهمات : 2120
تاريخ التسجيل : 13/05/2021

سميح الشريف ناسك الشعر وراهبه المعرفة  /   من قلم   :  تيسير سليمان العفيشات Empty
مُساهمةموضوع: رد: سميح الشريف ناسك الشعر وراهبه المعرفة / من قلم : تيسير سليمان العفيشات   سميح الشريف ناسك الشعر وراهبه المعرفة  /   من قلم   :  تيسير سليمان العفيشات Emptyالثلاثاء يونيو 15, 2021 1:32 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سميح الشريف ناسك الشعر وراهبه المعرفة / من قلم : تيسير سليمان العفيشات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الارامي  :: منتديات الثقافه والأدب والشعر :: قصــائد منقوله-
انتقل الى: