* قرية الطنطورة المهجّرة * / الشاعر شريف شرقية
زرت شاطئ الطنطورة (جنوب مدينة حيفا ) فنظرت البحر وموجه ،فأعاد إلى خلدي ذكريات عذابات شعبي المشّرّد..
ومع الغروب توالت الصُّوَرُ
شفقٌ يسيل شعاعُهُ دُرَرُ
ألقى بقايا حَمْلِ راحلةٍ
وغدت رحابُ البحرِ تنحصرُ
مرأى يثيرُ العينَ يوقظُها
وبدا الظّلامُ ينوشُه القمرُ
وغدت نجومُ اللّيلِ لاهيةً
تلهو بما يحلو به النّظرُ
والنّاس في سعةٍ وفي رَغَدٍ
ودروبهم ما انتابها كَدَرُ
حتّى أتت ليلاءُ ليلتِهم
من أمّةٍ أخلاقُها دَعَرُ
حالوا جنانَ الأرضِ مقبرةً
قتلوا وعاثوا شرّدوا أسروا
وتمتّعوا في قتلِ آهلِها
"طنطورة " أزرى بها القدر
داسوا معالمَها على عَمَدٍ
وقبورها قد خانها الأثرُ
واليوم نأتيها بلا خجلٍ
ننسى بلاءً طاله السّفرُ