بين شاعر و شعره
شعر:مصطفى معروفي
فـــي يـــده ذاب حـمـاس الـيـراعْ ... و انـطـفأ الـشـعر و مـات الـشعاعْ
بــات يـنـاجي ربــة الـشـعر كــي ... تـسـعـفه حــتـى بـبـعض الـتـماعْ
لـكـن بـيـمِّ الـشـعر لــم تـشـتعل ... ريـح الـقوافي حـيث نـام الـشراع
ذاك الـخـيال الـخـصب ولــى ولـم ... يـبـق ســوى ذكــرى مـثارَ الـتياع
بـالأمـس حـبل الـشعر فـي كـفه ... كــان ولا يـخـشى عـلـيه انـقطاع
حــيـث الـقـوافـي طـــرزت أفْـقَـه ... أنـجـمُها لـحـناً شـهـيَّ الـسـماع
و الـيـوم فــي وحـدتـه يـحـتسي ... مـن جـفوة الـشعر كـؤوس الضياع
مـاذا دهـى الـشاعرَ مـن شـعره؟ ... بـيـنـهما يــزهـر شـــوكُ الــصـراع
هــا هــو ذا يـسـأل:يا شـعـرُ قـلْ ... هـل فـيك لي لم يبق أيُّ اتساع؟
ضــقـتَ وأنـــت الـبـحر لا يـهـتدى ... مـنـه إلــى طــول و عـرض و قـاعْ
مــــاذا جـرى؟غـادرتَـنـي فــجــأةً ... مــا فـهْتَ لـي حـتى ولـو بـالوداع
ردَّ عــلــيــه الـشـعـر:يـاشـاعـري ... قــد كــان ذا عــن مـبـدأ واقـتـناع
قـد كـنتَ خـلِّي فـي ارتحال وفي ... حـلٍّ، لـنا فـي الـود أصفى انتجاع
يـــوم تـقـول الـحـق جـهـرا ومــن ... نـفـسـك لا يـثـنـيك عـنـه امـتـناع
كـنت تـرى فـي الـصدق لي توأما ... بـــل قـيـمـةً لا تـشـترى أو تـبـاع
نـابَـكَ مــسٌّ مــن هــوى فـانبرى ... مــنــك بــأوراقـيَ زيـــفُ الـطـبـاع
كـيف خـلعتَ الـصدق يـا سيدي؟ ... بل كيف لي في حرمتي لم تراعْ؟
أنــــــت انــتــهــازيٌّ و لــكــنـنـي ... لــســتُ أداةً تُـقـتـنـى لــلـخـداعْ
إن كــنـت حــقـا تـرتـجي أوْبـتـي ... كـن شـاعراً لا يـختفي فـي قـناعْ