قصة قصيرة اعظم خطة في التأريخ - الجزء الثاني
بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة اعظم خطة في التأريخ -الجزء الثاني
من لم يتسنى له الاطلاع على الجزء الاول فبامكانه مراجعته من خلال هذا الرابط
وبينما هم فوق السحاب، عدّل ريك اتجاه الطائرة حسب اشارات جهاز تحديد المواقع GPS وصار يسير باتجاه الجنوب والجنوب الغربي. بقيت الطائرة تطير بهذا الاتجاه لاكثر من ثلاث ساعات ليمروا خلالها فوق الكثير من الطرقات السريعة والبحيرات وخطوط السكك الحديدية وفجأة لمس ريك كتف زميله لو واشار الى الاسفل. فنظر لو حيث كان يؤشر ريك ليرى المزرعة التي يقصدونها فابتسم ورفع ابهامه للاعلى معلنا تأكيده لوصول المزرعة المقصودة. نظر ريك الى الاشجار وصار يدرس اتجاه الرياح ثم استدار عكسها وهبط على ارض مسطحة بداخل المزرعة فراح لو يتنفس الصعداء لان عجلات الطائرة لامست سطح الارض وهو لا زال حياً. وعندما توقفت الطائرة تماماً عن الحركة اطفأ المحرك وقال للو،
ريك : انظر هناك يا لو ، اليست هذه حبيبتك تركض نحونا؟ انها حقاً جميلة. انا احسدك عليها.
فتح لو حزام الامان وخلع خوذته ثم انتصب من كرسي الطائرة وصار يركض نحوها حتى التحما، فقام بضمها الى صدره، رفعها للاعلى وراح يدور بها ثم صارا يتبادلان القبل بينما وقام يداعب شعرها بيده. وبعد ان افترقا قالت،
تريسي : كنت اتخيل انكما ستأتيان بطائرة حقيقية.
ريك : وهل تعتقدين ان هذه الطائرة مجرد لعبة؟ انتبهي على كلامك فانت تهينين حبيبتي.
تريسي : عفواً. انا لم اقصد ذلك ولكن... انت تعلم... انها ليست بطائرة عادية.
لو : يا حبيبتي، لقد اوصلتنا هذه الطائرة الجميلة الى هنا بكل امان. لم اكن اتخيل اننا سنطير كالحمام ونصل بهذا الشكل الرومانسي الجميل بالرغم من انني شعرت ببرد شديد اثناء الرحلة. والآن دعيني اعرفك: هذا شريكي ريك، وانت يا ريك اقدم لك تريسي.
ريك : تشرفنا بك يا تريسي.
تريسي : وانا بك يا ريك.
لو : دعنا ندخل الى داخل المنزل فانا لا زلت ارتعش من شدة البرد.
ريك : سوف تنام بدفئ كبير الليلة بين احضان حبيبتك قبل ان نواصل الرحلة غداً صباحاً.
لو : لم اكن اعلم اننا سنبيت هنا الليلة. شكراً لك يا ريك. هذا خبر عظيم.
ريك : غداً سنقلع مع الفجر لذلك يجب ان تستيقظ الساعة الخامسة صباحاً.
لو : ساكون جاهزاً بالوقت يا ريك. والآن دعني اذهب مع حبيبتي الى الداخل فهي تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر.
ريك : لا نريد ان نصرف الكثير من الوقت هنا مجرد ليلة واحدة فقط، مفهوم؟
دخل الرفيقان المنزل فاقتحمت انوفهم رائحة الطعام الزكية فسأل،
لو : ما هذه الرائحة الجميلة؟ ماذا اعددت لنا يا تريسي؟
تريسي : بدءاً ستتناولان شوربة المنستروني ثم تُدخِلون اسنانكم بسجق دم الخنزير الاسود مع البطاطا المقلية.
ريك : هل جهزت لنا المبلغ؟
تريسي : اجل وضعته كله بالحقيبة. المبلغ كاملاً كما طلبت 2 مليون جنيه.
ريك : سوف نأخذ هذا المبلغ معنا غداً اما باقي المبلغ وهو 4 ملايين فسوف نتصل بك لاحقاً ونخبرك اين ستودعيه. مفهوم؟
تريسي : اجل مفهوم ولكن لماذا تتكلم معي وكأنك رئيسي؟ انا لم اتعود ان تصدّر لي الاوامر بهذا الشكل العسكري.
هنا تدخل لو وقال،
لو : ان شريكي ريك هو الذي خطط لعملية الهروب من الالف الى الياء وقد تدرب بالجيش لذلك يصدر الاوامر على الجميع كما لو كنا جنود عنده. لا تبالي من اوامره لانه يريد انجاح الخطة.
ريك : انا اعتذر إن كنت اتحدث معك بهذه اللهجة ولكني لا اريد اي خطأ يفسد تخطيطاتي لانني كما اخبرت لو سابقاً، الهروب من السجن هو امرٌ هينٌ يسير لكن البقاء خارجه هو الامر الاصعب. وانا احاول ان اجعل الجميع سعداء ولكي نكون سعداء علينا التمسك ببنود الخطة بحذافيرها.
تريسي : فهمت قصدك يا ريك. لا عليك.
جلس الجميع على مائدة الطعام وتناولوا وجبتهم ثم استأذن لو من صاحبه وصعد الى غرفة النوم كي يضاجع حبيبته بينما جلس ريك على اريكة وثيرة بصالة الجلوس وفتح التلفاز كي يستمع الى الاخبار وسط صرخات وتنهدات الحبيبين بالطابق العلوي. بعد ان انتهت المذيعة من سرد آخر المستجدات على الساحة الدولية ابرزت صورتي ريك ولو على الشاشة ثم قرأت هذا الخبر: هرب اليوم من سجن بولنغتون الواقع بالقرب من مدينة اوكسفورد السجينين ريشارد وليامز ولويس گرين. تولت شرطة اوكسفورد البحث عنهما بمساعدة خبراء من نيو سكوتلانديارد. يقود حملة البحث الملازم اول گاري فرانس الملقب بكوجاك والذي قام بالقاء القبض على كلا السجينين في السابق واودعهما السجن. يرجى ممن يشاهدهما ان يبلغ عنهما باقرب مركز للشرطة، مع توخي كامل الحذر لانهما يصنفان من المجرمين الخطرين جداً.
ابتسم ريك وقال، "ها نحن سنلتقي معك مجدداً يا كوجاك. لقد اشتقت اليك ايها الاصلع"
بقي يراقب التلفاز وهو مستلقياً على الاريكة حتى تغلب عليه النوم. باليوم التالي نزل لو من الطابق العلوي تمام الساعة الخامسة الى ربعاً فايقظ رفيقه ريك وبدأوا يستعدون لمواصلة رحلتهم. قال ريك،
ريك : دعني أملأ خزان الطائرة بالوقود بينما تقوم تريسي بجلب المبلغ من البيت.
سمعتهم تريسي وقالت،
تريسي : المبلغ هنا جاهز معي. وضعت مليوني جنيه بحقيبة. ساذهب لاحضارها الآن.
ذهبت تريس كي تحضر حقيبة النقود من غرفة النوم بينما اخرج ريك حاوية الوقود (الجريكان) من خلف مقاعد الطائرة وصار يعبئ خزان الطائرة بالوقود استعداداً للرحلة الثانية. هنا سأله لو،
لو : ما نوع الوقود الذي تصبه بالخزان؟
ريك : الوقود هو خليط من بنزين السيارات العادي مضاف اليه زيت خاص كما هو الحال بمحركات الدراجات النارية.
وبعد ان اكمل تعبئة الخزان بالوقود رجعت تريسي حاملة معها الحقيبة فاعطتها لريك. فتحها ريك وصار يتفحصها بدقة تامة كي يتأكد من ان المبلغ حقيقياً وكاملاً وان تريسي لن تخدعه وتضع اوراقاً بيضاء بدلاً من النقود. تأكد من ان المبلغ كله كاملاً فرفع رأسه وقال،
ريك : حسناً، هل انت مستعد يا لو؟
تريسي : لماذا لا تسترخون قليلاً وتذهبون بعد ان يسخن الجو قليلاً؟
ريك : نحن لا نريد ان تزعل منا (مايك براڨو انديا) وكذلك فاننا لا نملك الكثير من الوقت، سوف نقلع فوراً. والآن اريدك ان تودعينا وتودعي الطائرة باسمها والا فانها ستزعل منكِ.
تريسي : وداعاً حبيبي لو. وداعاً يا ريك. وداعاً يا (مايك براڨو انديا). والآن خذو هذه الشطائر التي اعددتها لكم كي تأكلوها اثناء الرحلة. لقد وضعتها بعلبة تَپَروير. سلمتهم العلبة ثم قبلت حبيبها بينما كان يرتدي الخوذة الواقية وقالت له،
تريسي : كن حذراً يا حبيبي. انا احبك كثيراً.
لو : وانا احبك اكثر. لا تقلقي. ساتصل بك عندما تسنح لي الفرصة.
جلس على جهة اليمين كي يربط حزام الامان ثم رفع ابهامه لريك معلناً جاهزيته. التف ريك حول الطائرة كي يقوم باجراء التحقق من سلامة الطائرة. ثم عاد وجلس على كرسي القيادة الى يسار لو وادار المحرك ثم بدأ يقود الطائرة على الارض كي تواجه الريح. ثم توقف عن السير. اجرى المزيد من التحقق ثم دفع عصى الوقود بيده اليسرى الى الامام فراحت الطائرة تجري وهي تزمجر كالاسد حتى بلغت السرعة المطلوبة، شعر قائدها بخفتها وكأنها ريشة، وقتها سحب عصى القيادة لتبدأ الطائرة بالتسلق. نظر لو الى حبيبته الواقفة بعيداً على الارض وهي تودعه بقبل هوائية فراح يشير بيده هو الآخر. استمرت الطائرة بالتسلق حتى بلغت 2000 قدم ثم نظم ريك جهاز تحديد المواقع وصار يواصل الرحلة فصرخ لو باذن ريك وسأل،
لو : والآن الى أين؟
ريك : الى بورموث.
لو : بورموث؟ الآن عرفت خطتك. انت تريد ان تعبر بنا القنال الى فرنسا اليس كذلك؟
ابتسم ريك بوجه صاحبه لو ولم يجبه عن سؤاله.
الرحلة هذه المرة دامت ثلاث ساعات ونصف فقط ثم هبط ريك بالطائرة باحدى المزارع الخالية خارج مدينة بورموث. وعندما نزلا من الطائرة قال،
لو : بما اننا سنركب القارب الآن كي نعبر القناة فلماذا لا نخفي الطائرة كي لا تتمكن الشرطة من معرفة وجهتنا؟
ريك : بالعكس يا لو. نحن نريد الشرطة ان تعثر على الطائرة. فالطائرة مسجلة باسمي وإذا عثروا عليها فسوف يعتقدون اننا سنستقل القارب الذي سيأخذنا الى فرنسا. ولا تنسى بانهم سيعرفون اسم الطائرة من تريسي. ولهذا السبب اكدت على تريسي اسم الطائرة اكثر من مرة وقلت لها انها (مايك براڨو انديا).
لو : ولكن لماذا؟
ريك : انها لعبة الخداع يا لو. نحن نريد ان نوهمهم باننا ذاهبون الى فرنسا لاننا سندفع المال لبعض الرجال الذين ينتظروننا بالمرفأ مبلغ 10000 جنيه استرليني وسينطلق بهم القارب باتجاه فرنسا من دوننا.
لو : ولكن لماذا؟
ريك : لكي يعتقد كوجاك الاصلع اننا ذاهبان الى فرنسا بالقارب بينما نذهب نحن الى مكان آخر كلياً.
لو : واين سنذهب إذاً؟
ريك : اننا سوف نذهب الى الشرق باتجاه مدينة ساوثهامبتون.
لو : حسناً انا اثق بك تماماً، انت تعلم ما تفعل.
تركا الطائرة مكشوفة كي يتركوا الشرطة تعثر عليها بسهولة ثم ساروا حتى وصلا الى الشارع العام فاوقفا سيارة اجرة وطلبا من السائق اخذهما الى روك ريف پير. بعد ربع ساعة وقف السائق بالقرب من المرسى فوجدا قارباً ابيضاً في انتظارهما. نزلا من سيارة الاجرة وتوجها الى القارب. دخلا بالقارب فوجدا رجلاً فرنسيا يدعى كابتن پيير قال،
پيير : كيف حالك يا مسيو ريك؟
ريك : انا بخير يا كابتن پيير. هل كل شيء على ما يرام؟
پيير : (بيان سور) لدينا رجلين فرنسيين معنا يشبهانكما بالحجم والهيئة. سيجلسان بالخارج كي تراهما الشرطة من بعيد. فيعتقدون انكما ذاهبان الى فرنسا.
ريك : إذاً خذ هذا المبلغ وتحرك الى فرنسا الآن. (بون شانس).
اعطاه ظرفاً يحتوي على 10000 جنيه وشكره ثم نزل من القارب مع لو. فسأل لو،
لو : والآن، الى اين؟
ريك : يجب ان نجد هاتفاً عموميا. اريدك ان تتصل من خلاله بحبيبتك تريسي وتطلب منها ان تماطل قليلاً مع الشرطة عندما يأتون للتحقيق معها عن مكاننا ثم بالآخر تخبرهم باننا ذهبنا الى بورموث.
لو : هل جننت؟ كيف تخبرهم عن مكاننا؟ سوف يمسكون بنا ويرجعوننا الى السجن فوراً.
ريك : عندما تصل الشرطة الى بورموث نكون نحن قد ابتعدنا مئات الكيلومترات عن بورموث. ثق بي يا لو. كذلك اريدك ان تخبرها كي تأخذ باقي النقود اي قرابة الـ 4 ملايين جنيه المتبقية وتلتحق بنا بفندق اسمه الفصول الاربعة بادنبورا.
لو : اذكر انني سمعتك تحجز بهذا الفندق عندما كنا بالسجن. كم انت عظيم يا ريك. لقد فكرت بكل شيء.
عندما عثرا على هاتف عمومي بالشارع اتصل لو من خلاله وطلب حبيبته تريسي. رفعت السماعة وقالت،
تريسي : الو من معي؟
لو : انا لو يا حبيبتي. هل انت وحدك؟
تريسي : اجل، ما المشكلة حدثني، اين انتما؟
لو : اسمعي مني يا تريسي. وصلنا قبل قليل الى مدينة بورموث. سوف تزورك الشرطة اليوم او غداً. اريدك ان لا تخبريهم عن مكاننا لفترة من الزمن. اي انك تماطليهم قليلاً ثم بالآخر تقولين لهم اننا ركبنا الطائرة الرياضية وهربنا بها الى بورموث.
تريسي : ولكن كيف اقول لهم ذلك. سوف يلقون القبض عليكما.
لو : كلا، هذه جزء من الخطة. نحن نريدهم ان يعرفوا باسم الطائرة. هل لا زلت تذكرين اسمها؟
تريسي : اجل، اليست هي (مايك براڨو انديا).
لو : انها هي يا حلوتي. هي يا عسلي. والآن علي ان اخبرك بباقي الخطة. بعد ان ترحل الشرطة من بيتك. اريدك ان تضعي باقي النقود اي المتبقي من الـ 4 ملايين جنيه بسيارتك وتسافري بها الى ادنبورا.
تريسي : ادنبورا؟ هل جننت يا لو؟ ماذا سنعمل هناك؟
لو : سالتقيك هناك وسنذهب من هناك الى بر الامان. اسمعي مني يا تريسي. اريدك ان تقودي سيارتك الى فندق يدعى الفصول الاربعة بمدينة ادنبورا. هل فهمت.
تريسي : اجل، الفصول الاربعة بادنبورا. اطمئن، ساخرج فور مغادرة الشرطة. ولكن قل لي، هل انت متأكد من ان الشرطة سوف تأتي الى هنا للمزرعة؟
لو : اجل، اجل لقد تركنا آثار كي تتبعنا الشرطة الى مزرعتك. نحن ندخلهم بالفخ.
تريسي : الفخ؟ هل ستقتلونهم؟
لو : كلا يا حبيبتي كلا يا عمري، نحن نريد ان نوهمهم بشيء غير حقيقي. أفهمتِ؟
تريسي : اجل فهمت. حظاً اوفر لكما حبيبي.
لو : انا احبك يا عمري.
اغلق الخط مع حبيبته تريسي فسأله ريك،
ريك : هل ستنطلق تريسي الى ادنبورا؟
لو : اجل قلت لها ان تنطلق بالنقود فور خروج الشرطة من عندها. وماذا عنا؟ ماذا سنفعل الآن؟
ريك : سنبحث عن الحافلة التي ستقلنا الى مدينة ساوثهامبتون.
==**==
خرج كوجاك ومساعده صباحاً من الفندق بمدينة لونغ مارزدون وركبا سيارتهما متجهين الى مزرعة الابقار بسويندون. الرحلة دامت اربع ساعات ونصف. دخلا بعدها مدينة سويندن وصارا يتتبعان نظام الملاحة حتى وصلا الى بوابة المزرعة فنزل المساعد وتفحص البوابة ثم رجع وقال،
المساعد : سيدي لماذا يضعون هذه القضبان على الارض؟
كوجاك : هذه القضبان تمنع الابقار من الخروج الى خارج المزرعة لان سيقانها ستعلق بداخل القضبان لكن القضبان سوف لن تعيق العربات من الدخول والخروج من والى المزرعة. وبهذا فانهم لا يحتاجون الى حواجز او بوابات خشبية.
المساعد : فكرة رائعة.
دخلوا المزرعة واوقفوا سيارتهم بجانب البناية هناك فخرجت لهم تريسي. نظرت الى المحقق كوجاك وابتسمت بوجهه ابتسامة فيها الكثير من الاعجاب قالت،
تريسي : تفضل يا سيدي ما الامر؟ كيف استطيع خدمتكم ايها الاصلع المثير؟
كوجاك : انا اسمي الملازم اول گاري فرانس الملقب بكوجاك.
تريسي : ماذا تريد يا حضرة الضابط الوسيم؟ هل هناك شكوى من جيراننا على الابقار؟
كوجاك : ولماذا تكون هناك شكوى على الابقار؟
تريسي : لان هذه الفترة هي فترة تزاوج الابقار. وكلما تزاوج الثور مع احدى البقرات تبدأ باصدار اصوات عالية تزعج جيراننا المزارعين. فنحن الوحيدون الذين نربي الابقار بهذه المنطقة، اما باقي المزارعين فهم يزرعون الحنطة والاذرة. لذلك هم ينزعجون من اصوات ابقارنا في وقت التزاوج. لقد قدموا شكوى ضدنا لدى مركز الشرطة المحلي. فزارنا الشرطي واخبرناه بسبب الاصوات فاقتنع وعلق وقتها، "لو انهم سمعوا زوجتي وهي تصدر الاصوات وقتما امارس الجنس معها فانهم سوف لن يشتكوا من ابقاركم". وبالمقابل فنحح ننزعج من اصوات مكائن حصدهم عندما يحين موعد الحصاد. لكننا لا نشتكي منها ابداً.
كوجاك : واين عمتك يا تريسي؟
تريسي : لقد سافرت الشهر الماضي لزيارة ابنها الذي يعيش بنيوزيلندا. ولكن قل لي يا وسيم، هل جئت لتسأل عن ثيراننا؟
كوجاك : كلا انا جئت لاسألك عن نوع آخر من الثيران. جئت اسألك عن لو. متى شاهدت لو آخر مرة؟
تريسي : اتقصد لو حبيبي؟
كوجاك : لا اقصد لو ملك فرنسا. اجل يا تريسي انا اسأل عن لو حبيبك.
تريسي : شاهدت لو في زيارتي الاخيرة قبل اسبوعين. زرته بسجن بولنغتون.
كوجاك : الم تشاهديه بعد ذلك؟
تريسي : كلا.
كوجاك : الم تشاهديه بعد تلك الزيارة؟ تحدثي وقلي الصدق.
تريسي : كلا ابداً.
كوجاك : هل تاذنين لي بالتجول بمزرعتك؟
تريسي : بالتأكيد يا سيد المحقق الوسيم تفضل، ولكن دعني احذرك بعدم الاقتراب من الثور عندما يقوم بالـ... انت تعلم انه يكون جداً عدوانياً عندما يريد احد ان يقترب منه لما...
كوجاك : اجل، اجل عندما يجامع البقرة.
تريسي : هذا صحيح.
تجول كوجاك ومساعده بالمزرعة حيث رأى الثور وهو يمارس حقوقه الدستورية مع احدى الابقار فابتسم وقال له، "استمتع الآن يا ثور فسوف لن تحظى بمثل هذه الفرصة عندما تصبح بسني". سار نحو المخزن الذي يخزنون به العلف ثم خرج خارجاً وراح يتجول بكل الاماكن في المزرعة حتى وصل الى ارض مسطحة ومفتوحة مغطاة بالحشيش. صار يبحر بالارض بشكل دقيق حتى شاهد آثار عجلات بتشكيلة ثلاثية منتظمة. سأل مساعده،
المساعد : هل هذه آثار عجلات الطائرة سيدي؟
كوجاك : اعتقد ذلك. دعنا نرجع الى تريسي ونسألها، فالآن لدينا دليل.
رجع كوجاك ومساعده فرأى تريسي تحمل شوكة طويلة تفرق بها العلف فسألها،
كوجاك : ماذا تعملين يا تريسي؟
تريسي : انا اعد الطعام للابقار لانهم سيكونون جائعين بعد عملية الـ... انت تعرف ما اقصد.
كوجاك : اعلم ذلك الشعور. ولكن قولي لي يا تريسي. ما هذه الآثار التي لقيناها على المساحة المفتوح المغطاة بالحشيش؟ انها تبدو لي وكأنها اثار طائرة.
تريسي : طائرة؟ ومن اين تأتي الطائرة؟ ليس هناك طائرات هنا يا سيد كوڨاك. كل ما لدينا هي الابقار والثور العزيز.
كوجاك : اسمي كوجاك وليس كوڨاك. انا اقصد طائرة رياضية صغيرة لديها عجلة امامية واحدة وعجلتان خلفيتان. هل لك علم بذلك؟
تريسي : لا ابداً انا لا اعلم باي طائرة هنا.
كوجاك : اسمعي مني يا تريسي. انا اعلم جيداً ان لو وريك خرجا بطائرة رياضية وهبطا هنا. إذا كذبت علي ولم تخبريني عنهما فسوف القي القبض عليك وسازجك بالسجن افهمت؟
تريسي : وهل ستلقي القبض عليّ إذا قلت لك؟
كوجاك : كلا، كل ما اريد ان اعرفه هو مكانهما فقط.
تريسي : حسناً، ساخبرك ولكن ارجوك لا تؤذي لو فانا احبه كثيراً.
كوجاك : اعدك بذلك. فقط قولي لي عن مكانه؟
تريسي : لقد رحلا من هنا بالطائرة الى بورموث.
كوجاك : متى؟
تريسي : قبل مجيئكما بساعتين او ثلاثة.
كوجاك : هل هي ساعتين ام هي ثلاثة؟
تريسي : ربما ثلاثة على ما اعتقد.
كوجاك : هل لك ان تصفين لنا شكل الطائرة او نوعها اوصنفها؟
تريسي : انها طائرة مفتوحة وليس كباقي الطائرات التي نسافر بها الى اسبانيا. لكني اذكر اسمها. سمعت ريك يقول ان اسمها (مايك براڨو انديا).
التفت الى مساعده وقال،
كوجاك : هذه طائرة ريك، هيا يا هاري، ليس لدينا الكثير من الوقت. إذا لم نسرع فسوف يهربان الى فرنسا.
ركب المحقق كوجاك سيارة الشرطة يتبعه مساعده هاري وانطلقا خارجين من بوابة المزرعة متجهين الى مدينة بورموث. وفي الطريق اتصل كوجاك بشرطة بورموث عن طريق اللاسلكي وطلب منهم البحث عن طائرة رياضية تهبط بالجوار او هي سبق وان هبطت فعلاً هناك. وبعد قليل رجع رئيس شرطة بورموث وقال، "لقد وجدت احدى سيارات الدورية ، طائرة رياضية حمراء جاثمة باحدى المزارع ساعطيك الاحداثيات". املى عليه الاحداثيات فسجلها بداخل جهاز الملاحة وقال لمساعده. استعجل يا هاري. ربما سنمسك بهم هذه المرة.
==**==
وبهذه الاثناء تجول لو وريك بمدينة بورموث حتى وصلا الى موقف الحافلات. انتظرا هناك 10 دقائق حتى جائت الحافلة رقم 142 فركباها متوجهين بها الى مدينة ساوثامبتون. دامت الرحلة نصف ساعة. ولما وصلا ساوثهامبتون نزلا من الحافلة بمحطة الحافلات الرئيسية فسأل لو،
لو : والآن الى اين؟
ريك : سننتظر هنا بهذه المحطة حتى يأتي مشجعوا كرة القدم وسنركب معهم قاصدين مدينة ادينبورا.