ماذا سأكتُبُ عَنْ عُمْرٍ رُزِئتُ بِهِ / الشاعر مصطفى السنجاري
ماذا سأكتُبُ عَنْ عُمْرٍ رُزِئتُ بِهِ
ظُلِمْتُ مِنْ أَلِفي فيهِ إلى يائي
خَمْسونَ عاماً وعُمْري ذَيْلُ أرْنَبَةٍ
ذِئْبٌ يُطارِدُها لَيْلاً بِبَيْداءِ
كأنَّ ذا مُوْكَلٌ حتى المماتِ بذي
وتركَها فيه موتٌ دون إبطاء
حَظّي يُجَرِّدُ آساً مِنْ شّذاهُ كَما
يُمْسي أخو نَعَمٍ مِنْهُ أخا لاءِ
إنَّ الزمانَ بإسعادي كأشْعبِهِ
نفسُ الزمانِ بظُلمي حاتمُ الطائي
إنْ فاتَكَ الحظُّ فالأبراجُ كاذبةٌ
دلوٌ كجَدْيٍ ،وميزانٌ كَجوزاءِ
أو فاتَكَ النّومُ فالأحلامُ هَلْوَسَةٌ
أو فاتَكَ الصّحْوُ فالأضحى كظلْماءِ
إنَّ الغَريقَ إذا حَلّتْ مَنِيَّتُهُ
سيّانِ مِنْ فَوْقِهِ كَمْ طُيْفَ مِنْ ماءِ
سَلَّمْتُ أمري إلى الرحمن مِنْ قَدَري
فإنّني برضا الرحمن سرّائي
أيْقَنْتُ أنّكِ يا دُنْيا مُلَوّنَةٌ
ولا تُحِبّينَ إلاّ كُلَّ حَرباءِ