هنا. العنقاء / الشاعر شحدة سعيد محمد البهبهاني/ غزة- فلسطين
... ...
البحر الوافر
الصورة الأولى
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
العروض :- تامة مقطوفة
الضرب :- تام مقطوف
... ...
هنا. العنقاء
... ...
كنورِ الفجر رُصِّعَ بالفخارِ
كشمسِ المجدِ في وضح النهارِ
لغزةَ في ذُرَى التَّاريخِ نجمٌ
يُضيئ الكون في أيِّ انتصارِ
تلملمُ جرحها في كل حينٍ
وتَرْنُو للعلا بعد العثارِ
إذا قالت فكلُّ القول صدقٌ
ترى منها العُجابَ بكلِّ دارِ
ترى الطفلَ الصغير بكل فجرٍ
يرصِّع أُمتى تاجَ الوَقارِ
ترى الٱسادَ ترصدُ كلَّ عادٍ
تذيقُ الباسَ صنَّاع الدَّمارِ
ترى الأشبالَ من جيلٍ لجيلٍ
تسلُّ الحقَ من نابِ الضواري
ترى أيدٍ تُعِدُّ لهم سلاحًا
لتردعَ كلَّ تجَّارِ الضرارِ
... ...
سلامًا من أيادٍ طاهراتٍ
تُصلِي الفجرَ في صحنِ المزارِ
لغزةَ هبهٌ في يومِ عيدٍ
لتجمعَ ما تناثرَ مِن ديارِي
هنا العنقاءُ تظهر من جديدٍ
لتنفضَ ما تراكَمَ من غُبارِ
هنا الأبطالُ تمضي دونَ خوفٍ
لترسلَ باقةً نحوَ المزارِ
فتبرقُ راجماتٌ من لهيبٍ
تَجوبُ الأرضَ تُزهرُ في نهارِي
وتصعدُ نحوَ مجدٍ قد تَسأمَى
وقد رفعت سحابًا في المدارِ
هنا الدنيا تقولُ بملئِ فِيها
لنا النصرُ المكللِ بالفخارِ
هنا التاريخُ يُكتبُ من جديدٍ
يخطُ الحرفَ في لوحِ انتصارِي
هنا الفرسانُ تَقْبرُ كلَّ ذُلٍّ
وَمَنْ خانَ العروبة في النهارِ
ومنْ جَرَّ البلادَ إلى سُباتٍ
وأَدْخَلَ أُمَّتِي في كلِّ عَارٍ
طيوفُ الشعبِ تزحفُ في هديرٍ
تُطِيحُ بِرأسِ خَوانِ الدِّيارِ
وَمنْ باعَ المقدسَ مِنْ ترابِي
ومَنْ أَوْدَى بنا نحوَ العِثَارِ