من متاهات الغياب / الاستاذة سناء نصرة
... ومن متاهات الغياب ... وبين أروقة ِ السراب ...
تُطلُّ علينا تلك الذكرياتُ العالقةُ في نفوسِنا للأبد ...
فتقرع بِداخلِنا أجراسَ الحنين ... وتوقظُ ما تنامى
من الشوقِ والأنين ... تُداعبُ أحلاما لم نعشها بَعد ...
وتُعانقُ أرواحا حبيبةً عن بُعد ...
كم كانَ رائعا ذلك المعبد البحريّ العجيب !
كانَ عابِقا بالسِحر ، وبأنفاس ِ الحبيب ...
زاخِرا بِلآلئ العشق المقدس ... غامِرا دهاليزَهُ العتيقة
بآياتٍ ناصعةٍ من الجمال الروحانيّ الآسِر ...
تنبعثُ منها رائحةُ البخور العاطِر ... مالِئةً أرجاءَهُ عذوبةً
دافئةً من رشَفات ِ الحب الطاهِر ...
... وفي ليلة ٍ ليلاء ... تلاطمَت حولَهُ الرياحُ الهوجاء ...
... هاجمتهُ الأقراشُ القاسية ...
... وتقاذَفتهُ الأمواجُ العاتية ...
... وبقيتُ وحدي هناك ...
أُكابدُ الأوجاع ... وأُعاندُ الضَّياع ... بِشموخٍ وامتناع ...
رحماكَ ربي :pray:
أنقِذني من تلك اللُّجج ِ المظلمة ... واللطمات ِ المؤلمة ...
أخرِجني - يا إلهي - من البُؤس ِ والحطام ...
فقد اشتدت الآلام ... وما زالت روحي هناك
تُعانقُ الغَمام ... وتأبى الاستسلام ... !