عِشْقٌ فِلِسْطِينِي / الشاعر شحدة سعيد محمد البهبهاني
......
الْعَيْنُ تَدْمَعُ مَا شَيءٌ يُوَاسِينِي
وَالشَّيْبُ أَنْذَرَ قَدْ أَوْفَتْ مَوَازِينِي
بِرَغْمِ سِنِّي فَمَا زَالَتْ تُرَاوِدُنِي
فَالْقَلْبُ يَعْشَقُهَا يَا مَنْ يُدَاوِينِي
عِشْقِي لِفَاتِنَتِي قَدْ زَادَنِي وَهَجَا
كَالشَّمْسِ إِنْ ظَهَرَتْ فِي شَهْرِ تِشْرِينِ
......
حُلْمِي يُؤَرْقُنِي لَكِننِي جَلِدٌ
مَا هَمَّنِي وَجَعٌ جَفَتْ شَرَايِنِي
لَهْفِي عَلَى زَمَنٍ ، كَانَ الْوِئَامُ بِنَا
الْخُبْزُ يَجْمَعُنَا ، وَالسَّعْدُ يُؤْوِينِي
بَيْتِي وَمَزْرَعَتِي ، وَالْعِطْرُ يَغْمُرُنِي
وَالطَّيْرُ فِي مَرَحٍ ، وَالْكُلُّ يُشْجِينِي
سَبْعُونَ عَامَا وَدَْمْعُ الْعَيْنُ يَسْبُقُنِي
أَصْحُو عَلَى أَمَلٍ حِيْنًا إِلَى حِينِ
سَبْعُونَ عَامَا وَمَا كَلَّتْ عَزِيمَتُنَا
يُصَارِعُ الْمَوْتَ مِقْلاعِي وَسِكِّينِي
مَا زَادَنِي أَمَلِي ضَعْفًا وَلا خَوَرًا
بَلْ زَادَنِي أَلَقًا أَنِّي فِلِسْطِينِي
........
الْكُلُّ حَاصَرَنَا والكْلُّ جَوَّعَنَا
هْمْ بِالْعِدَا فِرِحُوا عَوْنًا لهَمْ دُونِي
شَاعُوا وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ الْبَلادَ لَهُمْ
فِي أَرْضِنَا سَكَنُوا قَوْمًا لِصُهْيُونِ
الْبَعْضُ يَنْعَتُنِي "بَاعَ البِلادَ لَهُمْ"
يَا لَيْتَهُمْ سَكَتُوا فَالزُّوْرُ يُؤْذِينِي
لَمْ يَحْفَظُوا شَرَفًا يَوْمًا لأُمَّتِنَا
بَاعُوا كَرَامَتَهُمْ لِلْوَغْدِ وَالدُّونِ
مَا خُنْتُهُمْ أَبَدًا أَوْ بِعْتُ عِشْرَتَهُمْ
دِيْنِي وَمُعْتَقَدِي الصِّدِقُ تَكْوِينِي
.....
أَرْضُ الرِّبَاطِ لَهَا فَضْلٌ وَمَنْزِلةٌ
اللهُ فَضَّلَهَا فِي سُورَةِ التِّينِ
وَالْقُدسُ شَرَّفَهَا فِي لَيْلَةٍ ذُكِرَتْ
صَلَّى النَّبِيُّ بِهِمْ ، أُمُّ الْعَنَاوِينِ
الشَّامُ مَرْبطُهُمْ مِنْ يَوْمِهَا عَلَمٌ
اللهُ بَارَكَهَا جُنْدًا لِحِطِّينِ
مِنْ دُوْنِهِم عَرَبٌ لَمْ يَعْرِفُوا شَرَفًا
عَادٌ * لَهْمْ مَثَلٌ فِي الْغَدْرِ وَالْهُونِ
أُفٍّ لَهُمْ فَسَقُوا عَنْ شَرْعِ أُمَّتٍنَا
اللهُ سَائِلُهُمْ فِي الرَّحْمِ وُالدِّينِ
لا يُنْكِرُ الْحَقَّ إِلا مَنْ بِهِ عَمَشٌ
أَوْ لا يُفَرِّقُ بَينَ الْغُرِّ والْجُونِ
......
عاد*:- إشارة الى قوم عاد قوم النبي هود وما لحق بهم من عذاب