مقالة بعنوان المرأة الحديدية / الكاتب الاستاذ فاضل يونس سورية
في يوم من ايام الاسبوع وتحديداً الثلاثاء وعند الساعة الحادية عشر صباحاً وبينما انا اتسمع المذياع اطربني صوتاً وكأنه الغناء لفت انتباهي وانا كنت بضياع عندما تحدثت سيدة فاضلة عبر الأثير في برنامج صور من الحياة عندها حبست انفاسي وتابعت اللقاء فلما ذكر اسمها وهي تتكنى بأم الأمين وكأنها سيدة من سيدات الرشيد إلا أنها لا تقل عنهن أهمية بل هي تزيد فهي إبنة كرام وبيت عتيق عندها عرفت انها السيدة الفاضلة أم الأمين منى السيد حمود عضو جمعية صفصافة الثقافية التي كان لها مبادرات ورعيد في مجالات الحياة الأسرية والثقافية والاجتماعية والإنسانية وعطائها مستمر واكيد حيث أنجبت صبيان وبنات وكلهم لهم باع بالعلم والعلوم والطب والهندسة ودراستهم تتعدى النجوم لأنهم درسوا في مدرسة هذه الام التي لم تتعلم العلوم ولكنها كانت مربية ناجحة وعطائها يدوم من الأولاد إلى الأحفاد رغم الآهات ومطبات العيون التي لا ترحم ناجح وحتى السائل والمحروم حيث كانت تلاحقها عيون الباغضين والحاسيدين من المقربين والبعيدين فما كان من هذه السيدة الفاضلة عندما يطرح عليها السؤال تجيب عليه دون تردد أو تتخذ عنوان فتدعم جوابها بأية قرآنية أو مقطوعة شعرية وكأنها كمبيوتر من هذا الزمان فكان كلامها موزون وحديثها شيق يأتي بتراتبية ومقسم إلى فصول وابوب وكل واحد يتحدث عن قضية نعم هذه امرأة وسيدة عربية ومن اصول عشائرية منبتها الريف وسكنتها مدنية والكثير يرى انها امرأة مثالية ولكنها أنجبت وربت واثمرت وكانت كل ثمارها علمية علما انها لا تحمل شهادة دراسية وتصنف مع حاملين الشهادات الجامعية وهي تقول الشعر وتكتب الخواطر وتشارك بالمناسبات الثقافية وهي سيدة بيتها ويدها مفتوحة للخير ويحبها زوجها وأهلها وكل من عرفها وانا اقول عنها أنها امرأة حديدية ...