سمع زغاريدَ فرحٍ تنطلقُ من الشقة المقابلة لشقته / الاستاذة سناء نصرة
... سمع زغاريدَ فرحٍ تنطلقُ من الشقة المقابلة لشقته ...
تلك الشقة التي تضم بين جدرانِها أغلى الناس على قلبِه ...
محبوبته السمراء التي يحلم ليلَ نهار أن تشاركَهُ حياتَه ،
والتي من أجلِها يعمل عملا إضافيا بعد انتهاءِ دوامه الرسمي في المدرسة ...
آمِلا أن يضمَّهما معا عشُّ الزوجية مُستهلَّ الصيف القادم ...
كانت ضوضاءُ البهجةِ والفرح تنتشر في أرجاءِ البيت ...
إنها الابنة الكبرى للأسرة ... سَتُزفُّ هذه الليلة إلى ابن عمِها الطبيب المشهور ...
واستطاع - من خلال النافذة - أن يلمح " ملاكَهُ الجميل "
وقد ارتدت ثوبَ زفافِها ، فبدَت فيهِ أسطورةً فائقةَ الجمال
... يا لحرقة قلبِه ولوعة فؤادِه ... بل يا لَشقائِهِ اللامحدود
لقد تجمدت الدموع في مقلتيه ، وتصلبت أوصالُه ،
أحس بِدُوارٍ شديد ، وكأنهُ يغرق في عرض البحر ...
فسقط مغشيا عليه ...
وما هيَ إلا ثوانٍ قليلة ، حتى أيقظهُ " منبهُ هاتفِهِ النقال "
مُعلنا ضرورةَ التهيؤ للدوام ... !
فاستيقظَ مذعورا ، وحمد اللهَ كثيرا على أنَّ ما رآهُ كانَ
كابوسًا عابرًا ...
وبحركةٍ لا إرادية قفزَ من فراشِه ، وتوجه إلى النافذة التي
طمأنتهُ أنَّ " بيتَ الجيران " يَغطُّ في نومٍ عميق ...
وقرر - بلا تردد - أن يُرسلَ والدتَه اليوم قبلَ الغد لخطبتِها
... لعل الواقعَ ينتصرُ يوما ... فيكون أجمل من الأحلام ... !