هل كانَ ذلك حُلُما ؟! / الاستاذة سناء نصرة
اغرورقت عيناها بالدموع ، وتساءَلَت : هل كانَ ذلكَ حُلُما ؟!
لقد التقيا بعد فراقٍ طويل ...
بعد أن شفَّهما الوجدُ وأضاعا السبيل ...
التقيا هناك عند سفح الجبل البعيد ...
ضمها إلى صدره بشوقٍ غامِر ... واضطربت نبضاتُ قلبيهما الهائمين ... فاحتضن يديها بين راحتيه ... ثم طبع على جبينِها قبلةً حانيةً أعادت لها بعضا من حياتها الهاربة ...
رتَّبَ خصلات شعرها المتناثرة مع الريح ...
ومسح بأصابعه دمعتين متمردتين سالتا من عينيها اللوزيتين
وتابعا المسير ...
تابعا المسيرَ إلى تلك البحيرة ِ الهادئة والكوخ الصغير ...
حيثُ سيعيشانِ هناكَ حياةً هانئةً نقية ...
خاليةً من الزيف والخداع ...
ستُنسيهِما شقاءَ العمرِ وسنوات ِ الضياع ...
لن يجدا هناكَ نفوسا مريضةً ، ولا ضميرا يُباع ...
سيُعانقانِ قطَرات ِ الندى ...
ويردد صوتَهما الصدى ...
وسينبض عشقُهما الخالد إلى أبعد ِ المدى ...
في الصباح ، سيرتشِفُ رحيقَ شفتيها المعسولتين ...
وفي المساء ، سيجلسانِ قربَ البحيرة ...
يتأملانِ معا غروبَ الشمس ...
يَتَناجيانِ إلى ما قبل السَّحَر ...
ويُسامرانِ النجومَ والقمر ...
وما هيَ إلا لحظات ، حتى انتُزِعت من ذلك الحلم العجيب !
نعم ، لقد أفاقت على صوت تكبيرات العيد
تصدح في الفضاء ...
تُسبّحُ للخالق ... إله الأرض والسماء ...
تنثرُ معها المحبةَ والتسامحَ والصفاء ...
وتُلبِسُ الكونَ حُلَّةً من البهجة ِ والبهاء ... !