الزَّنْجَبيل
بقلم د. إحسان الخوري
إهداء الى الشاعر الأول سعادة الدكتور لطفي الياسيني المحترم
يا امرأة
أرجوكِ لا تَحجُبي شَفَتَيكِ عَنِّي
لا شأنَ لي بِالصَّومِ عنْ الخَمرِ
فأنا أعلمُ أنَّهما تَحبَلان بِالخَمرِ
هما لا تُشْبِهانِ أيَّ كائِنٍ أو استفْهاماتِ
وكيفَ لا أشتاقُ لهما وهما خُرافيَّتانِ
يا امرأة
سأخلو قليلاً الى بعضِ الذُّكرياتِ
هي فِكرةٌ تُراودُني مِنذ الامسِ
أتذكَّرهُما لبْوتانِ تخمشُانِ الغَرَقَ
لبْوتانِ مِن ضَجيجٍ وسُكاتٍ
أتذكَّرهُما فَصلٌ حارٌّ يَسكُنُ امرأةً
اعتِصارٌ واعصارٌ بِنَكهةِ الدَّهشَةِ
واتذكَّرهُما طِفلتانِ مِنَ النَّارِ مَرصودَتانِ
آهٍ لِقَد طالَ غيابُ شفتيكِ يا امرأة
شِفاهي الهَوْجاءُ تَلَبَّسَها الخَدَرُ
جَفَّتْ كَمَواسِمِ القَهرِ
وتَشقَّقتْ كَأعوامِ القَحطِ
وكادتْ تَتَهَرهَرُ كاليومِ المَدعُوكِ
أينَ مارد الفانوسِ وفانوسي بِلا أثرٍ
كيفَ سَأسمَعُ بَقْبَقةَ غليانِ شفتيكِ
وأسمَعُ هَمسَ الاحمرِ المُشتَعِلِ
ياخازِنَةَ النَّبيذِ تَمَهَّلي تَمَهَّلي
عِصاباتٌ مِنَ النِّساءِ مُلثَّمَةٌ بِالشَّقاوَةِ
بِفِتْنةٍ وتَمتَماتٍ مُدَجَّجَةٍ بِالغُنْجِ
بِأُنوثةٍ تَفُكُّ أعسَرَ الطَّلاسِمِ
تُحاوِلُ أنْ تَغْشو عَينيَّ وتُجَرجِرني
ولكِنْ لاتخافي مِن رائِحةِ النِّساءِ
جَميعُ رَوائِحِ النِّساءِ هي مُزَوَّرةٌ
وأنا لا أشمُّ غَير أُنوثتكِ الغَجَريةِ
أُنوثتُكِ يا امرأة تُوجِعُني
هي طَيِّبةٌ كَطَعمِ الهَالِ والزَّنْجَبيلِ
هي شَرِسَةٌ كَعيونِ العرَّافاتِ
ولا تَستَطيع إبْطالَها تَعاويذُ السَّاحِراتِ
وإنَّ الرَّفيفَ هو فِكرة نَهْديكِ وَحدَكِ
وهي فِكرةٌ شَهيَّةٌ تُسَمِّرُني ألفَ عامٍ
يا امرأة
ما لي وَما لكِ !
أنتِ مِن نَسْلِ البِداياتِ
نَمَوْتِ على أوراقِ اللُّوتِسِ والَّليلكِ
صارَ وجهُكِ سَماءً بِنِجْمَتينِ
تَلَوَّتْ حَولكِ كلُّ النِّساءِ
وأنا خَلْفُ تارِيخكِ أنْتظِرُ
