صَرْخَةٌ للقدس / الشاعر شحدة سعيد محمد البهبهاني
فاضتْ دُموعِي والدموعُ عزائِي
وَتَغَيْرَتْ عِبْرِيَّةً أَسْمَـائِي
القدسُ تَبكِي حُرْقةً وَمَرارَةً
وتقولُ مَنْ مِنْكُم يُجِيبُ نِدَائِي
أَسفِي عَلى عَربٍ أَمَاتُوا نَخْوَةً
أَبْكِي وَهمْ لا يَسْمعونَ بُكَائِي
إنْ كُنتُ أَولَ مَنْ يُقَاسِي ظُلمهمْ
فَالكلُّ يَسقطُ إِنْ سَقطْتُ بِدَائِي
لـنْ تَستقيمَ لَهمْ قَناةٌ طَالَمـا
لَمْ يُدْرِكُوا أَنِّي سُلِبْتُ كِسَائِي
هيَ صَرْخَةُ قَدْ قُلْتُهَا وَأَظنُّهُمْ
لا يَنْظُرُون لِمَا أَصابَ رِدَائِي
أَصْبحتُ عَارِيةً أَمامَ عُيُونِهِم
وَالكـلُّ يَنْظرُ ثمَّ يَهْزَأُ رَائِي
يا قدس يا عيني أنا ، لا تغربي
القلب بعدك مـوكلٌ بشقائي
إنِّي عشقتُ الفجر في باحاتها.
والطيرُ تصدح في رحاب فنائي
أسعدتِ قلبي مذ ولدتُ فأين لي
عيشٌ إذا اندثرت نجوم سمائي
الكلُّ يَسعَى كَيفَ يَنْجُو سَالِماً
وَنَسُوا بِأَنَّ بَقَـاءَهُم بِبَقَـائِي
فمتى تعودُ لَنـَا شهامةُ يَعْرُبٍ
لنعيدَ للأقصى خُشوعَ دُعائِي