الفَرَس الحَرون بقلم د. إحسان الخوري
إهداء الي جريدة بوابة دمشق ورئيس تحريرها
معالي الدكتور الشاعر لطفي الياسيني
ياامرأة كيف أنساكِ
وعيناكِ تُؤرِّخ شقاوة العِشق
حيث تكونين ياامرأة هناك أنتظِر
فأنا أحتاج جُرعات من نظراتكِ
وكأس من خمرة شفتيكِ
ياامرأة
مِن أين أبدأ الغزَل فيكِ
وكلّ حُدودكِ دهَشاتٌ ودهشات
أنت امرأةٌ من وصايا بنات الجانِّ
وشمت فؤادي بِشَميم أُنوثتها
همست بأصابعها على شَفَتيَّ
وأطاحت بِكلّ النِّساءِ
ياامرأة
شفتاكِ صيّادتان شَرِستان
ميناءان غجريان بِحَجم ألف قُبلة
قَدَحان من النَّبيذ المُعتَّق
ومُزدحِمان بِرائِحة أُنوثتكِ الآسِرة
ياامرأة
سأخلع أثواب جميع أشعاري
أُتمِّم فِكرة جمع الكون على شفتيكِ
أدور كالنُسَّاك حولهما بلا وعي
وأُراهِن مَلِك الموت العَطوف
أنَّ مَوتي هو على شفتيكِ سيكون
ياامرأة
إهرقي قُبلاتكِ فالجَسد مُشتاقٌ
ولستُ سأهتم لِما بعد الجُّنون
أسقطي كل مفاتنكِ بلا قناعٍ
فأنوثتكِ تهرسني حتّى المَنون
ياامرأة
أنا سيِّد النَّشوة أهوى جَسَدكِ
وأنت جامِحة كالفَرَس الحَرون
فلا تبخلي بكلّ طيباتكِ الشَّقيَّة
واتركيني أثمل فالزَمَن خَؤون
ياامرأة
أدارت رأسي وأثمَلت
عيناك دهشتي الاولى
وحين اقترفاني تنشَّقتُ رحيق الحبّ
وبتُّ بعدها من الغياب أخافُ
ياامرأة
من مثلكِ يملك عشر أصابع من العسل
ألم يخطر ببالي أنّ العسل يسيل من شفتيكِ
وعلى توقيت شفتيك ينام الّليل
ومن لغة أُنوثتك تعلّمتُ لُغات الّلمس
ياامرأة
تعالي بشهقتكِ التي تسحرني
تعالي بمواءك يخمشني
تعالي بكل تفاصيلكِ من فناجين العرّافات
لنذوب في بعضينا عُمرين
وندخل غيبوبة العِشق المُشتهاة