أبتاهُ / الشاعر شحدة البهبهاني
... ...
أبتاهُ
... ...
أبتاه حبُّك خالصٌ مُتفرِّدُ
الكلُّ تحتَ رضاكَ يمرحُ يسعدُ
أبتي الذي ما كان يوما شاكيا
كان المثالَ لِمَا أحبَّ مُحَمَّدُ
كَم كانَ يُكثرُ مِن عِبَادةِ رَبِّهِ
في كلِّ خيرٍ قائمٌ ومُسَدِّدُ
قد شابَ مِفْرَقُهُ يعولُ صغارَهُ
ما كان يجحدُ رزقهُ بل يحمدُ
يا خير من أدى الرسالةَ راضيا
أنت المربي يا أبي والمرشدُ
أوقفت عمرك في الحياة مكافحا
قوتُ الصغارِ لَديكَ همٌّ مُجْهِدُ
كبر الصغار وذاك همٌّ زائد
فالكلُّ يطلب والمعاش محددُ
تُمضِي النهار وأنت تسعى جاهدا
والليلَ تصرخ يا وداد وأحمد
.........
أبتاه عهدك زاخر بمحبةٍ
والعهد منك موثق يتجدد
أنشئت اسرتك التي أحببتها
للخالق الباري تحنُّ وتسجدُ
حن الفؤاد اليك مذ فارقتنا
ما زال غرسك يا أبي يتمددُ
أنت السكينة للجميع وحصنهم
تهفو إليك قلوبنا تتوقدُ
كم كنت تحبونا بضحكتك التي
نشتاقها كيما نفوز ونسعدُ
كم هانتْ الدنيا عليك وطالما
أسعدتنا فهو السبيلُ الأوحدُ
أبتاه فارقت الحياة وقدْ غَدَتْ
ليلاء غادرها الضياءُ الفرقدُ
يا خالقِي، هو والدي أفضى اليكَ
فكنْ لهُ، أنتَ المعينُ المنجدُ