النَّكهةُ الحَمراءُ بقلم د. إحسان الخوري
كم أنتِ بخيلةٌ ياامرأةُ
كلُّ هذه الوعودُ العَشَرَةُ ولم تأتي
نِصفُ قَرْنٍ وأنا مَحشورٌ في العِشْقِ
ثانيةٌ من الزَّمَنِ لم أحتمِل الفِراقَ
تَنهُّداتي اندَلَقَتْ ووَلَدَتْ بَحراً
حوارُ النَّبضِ تَنامى في جَسَدي
جُدراني تَهاوَت على البُعدِ
الحُلْمُ هو شَهوةٌ تَشتهي المُحالَ
وأنا لا أجيدُ العَبَثَ بِمِزاجِ الحَنينِ
يا امرأةُ عِطرُ أُنوثتكِ وشمُ الغِوايةِ
شَهوتي تُلملِمُ أشيائَكِ الصَّارِخة
صَهللةُ جَسَدِكِ خارِج النِّهايةِ
هو وُلِدَ مِنْ دَهْشةٍ ونار
عَيناي لنْ تَستطِيع أنْ تَهْرُب
لا نيَّة للوَلهِ أنْ يُغادِرني
لا نيَّة لِتَشَرُّدي فيك أنْ يَنام
وروحي هي مَنْ تَملِكُ الصَّمتَ
ماذا ياامرأةُ
لو كانتْ عيناكِ حَكايا الهَوسِ
كيفَ لِحَواسِّي أنْ تَهدأ
ما زالَ قَدَحُ النَّبيذِ لمْ يَفْرَغ
ما زالَتْ هُناكَ قُبلةٌ تَنتظِرُ
وبَقايا النَكهةُ الحَمراءِ لمْ تَستَسلِم
هي ترشُّ شَفَتيَّ بِأحمرِ العِنَّابِ
ياامرأةُ عَلِّميني أبجَديَّتَكِ
فأنا أولدُ الآن في تَمامِ عينيكِ
ياامرأة اخْضَرَّتْ فصولُكِ الخَمسُ
امتلئَتْ خَوابيكِ بالأُنوثةِ
وراحَ النَّبيذُ يَتجنَّنُ على شَفَتيكِ
ياامرأة
سيجرجرني الشَّوقُ إلى قَدَحي الأخيرِ
وأذوبُ مِثلَ الخَمرِ على شَفَتيكِ
فأنا مُتورِّطٌ بِأُنوثتِكِ حدَّ السَّماءِ
ومِثلَ فِكرةٍ في رأسِ الرِّيحِ
خُذيني وَخُذي أشْرِعَتي إلى الضَّياعِ