صلاةٌ عشتاريَّة بقلم د. الشاعر إحسان الخوري
ياامرأة
أَنتِ خليطٌ من الملائكة السُّكارَى
رائحة أنوثتكِ بَخور قُدَّاس
صلاةٌ عشتاريةٌ
قيثارةُ الصبايا القدِّيسات
خريرُ مياهِ نهرٍ حافياتٍ
وشفاهُ الورودِ المُرتعِشة
عيناكِ تَلتهِمُ أنباضي المُرتَجِفة
هُما بِعُمْر الفِتْنة الشَّقيَّة
تَشْبهان انفتاح نافِذة العِشق
تَدُسَّان الوله في الأوردةِ
وهُما تِلكَ الأُغنية البابلية
يقول العِشق أنا هناك وُلِدتُ
وفيهما تفيق الفُصول الأربعة
لونهما مِثل نَرجِستان عاشِقتان
حكايةٌ من الأساطيرِ
ويا ويل حارس الحِكاية من الَّلونِ
ياامرأة ما لي ولجسدكِ
ما لي ولتفاصيلكِ المُدهِشة
حيث تتأجَّج حيرة المُحال
وتنهارُ عن صَدركِ خيوط الحرير
ألن تخجل شامة جيدك
هل هي دمعةٌ من تراتيل السَّماء
أم هي من أمكِنة جمالكِ الآسِرة
وتتَّسِع لخصوبة كلّ الجَّسَد
كيف لجيدكِ أن يَتورَّطَ بها
وهو حديثُ الكواكب
ياامرأة كثيرة جدَّاً مفاتنكِ
وتخيط كلًّ حكايات الجُّنون
أنا سَمَّيْتُكِ نَرجِسة الاُنوثةِ
هل توضَّأْتِ بِتِلاواتِ المَلاحَةِ
أنا بُتُّ أسمعُ صوت الغَيْب فيكِ
أقرأُ أُنوثتَكِ مِن الألف إلى الياء
أتهجَّى فيها دهشةَ العرَّفات
فيرتجِفُ فؤادي الوديع
تفيضُ مَفاتِنُكِ المَخْبوءة
تَملأُ شراييني القديمة
فتُطوِّقكِ قطفات من حَواسِّي
تتلوِّين زمناً وزَمَنَين
يُثارُ الوَهْجُ على شفتيَّ
يتَّجِهُ إلى الاحتراق
فتُصاب رُوحكِ بدوار الثُّمول
وأشرب الموتات على مهل