المِقْصَلةُ بقلم د. الشاعر إحسان الخوري
ساحِرةُ هُولير الآسِرة
تِلك التي تَرتدي كلَّ النِّساء
وتَذوبُ نِساءً نِساءً
هي سيِّدةٌ بِنَكهَة الرُّوم الأحمَر
بوَّابة الجُّنون التَّاسِعة
انهِمار التَّفاصيل الحارِقَة
وبيمينها تَمسِكُ أفئِدة كلّ الرِّجال
ساحِرةُ هُولير الآسرة
دَعِ بَهائَكِ يَمُرُّ طويلاً أمامي
دَعِ دَلالَكِ المُعتَّق يَصرخُ بِوَجهي
دعِ الأخضر المُنْفَلِت مِن عَيْنيكِ
يأسِرني
دَعِ شفتيك الطازجتين تَمكُر وتَمكُر
ودعي جوعي يَنْدَسُّ في كلِّ تفاصيلك
ليتمادى بالضَّياع في مَتاهاتكِ
لِتختنِق أفكاري المُنتفِخَة
لِأَتَصوَّف فيكِ أزماناً لا تنتهي
واُتجرَّع نَشْوة الغَرَق
دعيني أتحرَّش بِشَفَتيكِ
لِتَمتليء عُشْرَ الورود بِطُوفان عِطركِ
تَتَلوَّن بأحمر شفتيكِ صَلاة النَّرجس
أزورُ الفَجر قبل نُهوض الشَّمس
وأنهبُ المَسافة إلى هَفهَفاتكِ
فقد طَفَحَ صخب الشَّهوة
فاضَت أنْباض فؤادي
تاقت نَفْسي إليكِ
وبِتُّ أنْهارُ قَطرة قَطرة
بِتُّ أشتهيكِ وأغضُّ عَشَرَتين
أندسُّ في حَطَب الَّلهب
أتعلَّقُ بآخِر الزَّفير وآخِر الشَّهيق
بأسراب الذُّهولِ المَشْغوف
أطمَحُ بالقُبلة التَّاسِعة والتِّسعين
حيث يُولد الجِنّ وَوَصايا التَّشرُّد
وتَتَساقَط كواكِب الشَّمس
لأنَّ شَفَتيك لا تَحكِيان
ولَكِنَّهما الصُّورة الأُخرى للمِقْصَلةِ